في أحشاء الأحياء الشعبية تدهك وتعترك حياة صاخبة... حياة بكل ألوان الطيف، والأتربة، والنار، والأمطار، ونسائم الصباح، ومواويل الأماسي... وسرقات العشاق لعيون محبوباتهم من (الرواشين)، ومفاخرة الفتوات ببطولاتهم الدموية... والتلهي بحكايات الثراء والركض خلف قصص الجن حتى أسكنوها قلوبهم..
أيام تأنٍّ أشبه بجنون العواصف، وحيناً تكون مبهجة وحيناً تكون مؤلمة إلا أن القلوب هناك تعجن بماء الآهات، وتظل متأرجحة بين الأوقات، وجريان الذكريات، ودندنة السمسمية، واختباء المحبين خلف الترميز لحبيباتهم... حياة صاخبة، وكل الأماني المشتهاة الإمساك بأدنى حلم كي يتحقق...
وعلى سطح حتى الصهريج انبعثت أقدار ثلاث شخصيات، وفي تقاطع مصايرهم كانت الدمعة منسكبة، والضحك معارج لقطف المتدلي من ثمار الأيام الراسخة في الصدور.
كان الروائي متربصاً بشخصيات الرواية، فسرق من أفواههم ملخص ما وجدوا في أزمانهم من عنت:
الياردي:
- فناء الفناء التحام الأسرار الكبيرة، وسحقها لكي لا يكون هناك سرٍّ!...
إبراهيم عاشور
- الأعراق المزروعة في الأماكن البعيدة لا تثمر إلا الموت...