حلقات الحصار تضيف حول الإسلام، ومكاسب عداته تكثر على مر الأيام من اليهود كسبوا معاركهم ضد المسلمين منذ أفلح الغزو الثقافي في زحزحتهم من دينهم، وتهوين قيمه ومثله وأحكامه أمام أعينهم، ومنذ أفلح في خلق شباب يقاد من غرائزه الجنسية، ويغري بعبادة الحياة الدنيا وينسى ربه وآخرته. والشيخ الغزالي بهذا يخشى على الإسلام، ومصدر خشيته هو موقف العرب من دينهم، فهو يرى بأن العرب يريدون أن يدخلوا بغير دين في معركة دينية، ومع أن مطارق الهزيمة التي وقعت على أم رأسهم كانت كفيلة بإزالة هذا الوهم، إلا أن عملاء الشيطان يستميتون في مكافحة هذه اليقظة، والحيلولة دون اعتناق العرب للإسلام، كلا لا يتجزأ وهو يرى فإن العودة إلى الإسلام هي سبيلهم إلى استعادة مكانتهم والتغلب على أعدائهم مهما بلغت قوتهم.
والشيخ الغزالي وبحاسة المؤمن الغيور يرصد أحوال الأمة العربية قبل الهزيمة وبعدها، ويتحسس موقع هذه الأمة من دينها، مدركاً مدى قدرة التيارات على التطويح بها هنا وهناك، فكان لا بد له من كلمات ومقالات يرد من خلالها على ما يقال حول الإسلام والمسلمين من افتراءات وضلالات. ولبث الوعي في أبناء هذه الأمة حول واقع الحال وجاءت هذه الردود ضمن ما أداه كواجب من موقعه كعالم من علماء الإسلام العقلانيين، وككاتب ومحاضر، له ما له من رؤى معمقة وبعد نظر. وتعميماً لفائدة هذه المقالات والمحاضرات، ثم جمعها بين دفتي هذا الكتاب، وذلك خدمة لقضية المسلمين والعرب والتي تتمحور في مواجهة عدوهم الإسرائيلي.
موقف العرب من دينهم إزاء الغزو الثقافى الذى تتعرض له الأمة الإسلامية من قبل الغرب وكيف نجح اليهود فى السيطرة على العقول العربية وإشغال العرب عن قضيتهم فيعرض لأصل اليهود وأهداف حركتهم الصهيونية والدور الذى تلعبه المساندات التى تقدم لهم، وفوضى الحلال والحرام فى غياب الشريعة الإسلامية ويصور الحيل والألاعيب التى تقوم بها إسرائيل، والدور الذى يلعبه التبشير الأمريكى، وأساليب تزوير التاريخ الإسلامى … إلخ ذلك من المناورات التى يشنها اليهود ضد العرب.