المتأمل في منهج البحث الغربي يجده منهجاً علمياً متميزاً لكنه قد أُغرق جداً في المادية ولم يعتبر أثر الجوانب الإيمانية وفي المقابل فإن المنهج الإسلامي هو منهج متميز لكن شوهه فهم بعض أتباعه وانطلاقهم في التعامل معه من رؤاهم الاجتماعية وظنونهم الشخصية .
ومن هذا المنطلق فإن هذا الكتاب هو محاولة في كشف اللبس عند بعض الناس ومناقشة تلك الغيبيات وتعامل الناس معها سواء كانوا من المتخصصين أو العامة وذلك برؤية طبية نفسية شرعية .
ولقد حرصت في هذا البحث بشكل عام على عدة أمور أهمها ما يلي : أن يتم ما أمكن نقاش مختلف المسائل بشمولية من الناحية الطبية والشرعية والنفسية ، الحرص في البحث على أن يكون مؤصلاً ولذلك اعتمدتُ على الدليل الشرعي الصحيح أو التجربة والبحث العلمي الرصين - إن وجدت - في ضوء فهمي لمسائل العقيدة وأصول الشريعة طرح ونقاش عدد كبير من المسائل بل والجرأة أحياناً في طرح مسائل قد يتفاداها الكثيرون تحرجاً أو خوفاً من الخوض فيها أن هذا البحث موجه بشكل أساسي للأطباء والمعالجين بالقرآن ولكنني حرصت - ما أمكنني - على سلاسة وبساطة الأسلوب في طريقة طرح الأفكار دون إخلال حتى يستفيد منه غيرهم .
ولم أعرض في هذا الكتاب لعلاقة التدين بالصحة النفسية رغم أهميته نظراً لأنه غير مرتبط بشكل مباشر بموضوع البحث كما لم أدرس العلاج بالقرآن بمفهومه الشامل مثل تدبر آياته والاستفادة مما جاء فيه من قواعد العلاج السلوكي والمعرفي وتوظيفها على أرض الواقع بمنهج يخاطب النفس والروح في آن واحد بل اقتصرت على دراسة أحد وسائل العلاج بالقرآن وهي الرقية ، ولذا ربما كان الأدق تسمية هذا الكتاب " العلاج النفسي والعلاج بالرقية " لكن رأيت أن أنطلق من الاستعمال الدارج لمصطلح العلاج بالقرآن إضافة إلى أن مصطلح " الرقية " ليس شائع الاستخدام في مختلف الأقطار العربية .