إني عندما أكتب للصحافة يخيل إليّ أني أديب، وعندما أكتب للأدب يخيل إلي أني صحفي!!
والصحفي حين يكتب يسرد وقائع والأديب عندما يكتب يجنح إلى الخيال، وهذه القصص ليست وقائع ولا خيالاً، إنما هي الواقع في إطار من الخيال، أو هي الخيال في حدود الواقع، بل إني لا أحب أن أسمي هذا الكتاب "مجموعة من القصص" لأن ما فيه ينقصه الكثير من عناصر القصة، إنما هو "مجموعة من الصور" مرت أمام عيني في لمحات عابرة ثم تركت لقلمي أن يرسمها كيفما شاء ويضيف إليها من "المناظر" والألوان ما شاء..
وقد اخترت للكتاب عنوان "صانع الحب" لأن كل ما فيه من حب إنما هو حب مصنوع، ومن السهل أن تصنع الحب أي أن تفتعله، ولكنه في هذه الحالة لا يدوم إلا ريثما تدير عينيك إلى الناحية الأخرى. أما الحب بكل معانيه، الحب الذي وجد مع الحياة فأضاءها بنور الله، فقد عرفته ولكني لم أكتب عنه لأنه أقوى من قلمي.