عنوان مثل «سعودية وسائق كويتي»، للكاتب علي المطيري فإننا سنكون بلا ريب إزاء تظهير لموهبة خاصة في المحاكاة بكل خطورتها وبراعتها في آن! ما يجعل النص فضاءً لاحتمالات تأويلية ممكنة ومحتملة. إذ كيف يُمكن لكويتي أن يكون سائقاً عند سعودية.. ولكن ما أن نتجاوز عتبة العنوان وندخل في متن النص السردي ونتصفح خطراته حتى ندرك أنها مفارقة رمزية، تحمل حكاية ومعنى ورسالة قيمية جميلة تتحول معها القصة برموزها، الخفيفة الظل، إلى رومنسية واضحة بألغازها، بعيدة عن الغوص في الغريب المعقَّد. وتأسيساً على ذلك، لا يمكن للصور القصصية التي أنتجها القاص "علي المطيري" ألّا أن تكون آلية جمالية في تمثيل مواقف حياتية يقتسم أفرادها فضاء الألفة ذاته، ومحاولة لترسيخ وعي متوازن عن تلك (الذوات القصصية) وتفاصيل تجاربها الحياتية الخاصة. وهكذا على امتداد النصوص التسعة عشر في المجموعة القصصية، و"باب ما جاء بالأحلام اااام" وهي: "ومضة"، "الظن"، "شعور"، "عذاب"، "زعفران"، "البر"، "قناعة"، "السرقة"، "ورقة في خبزة التميس"، وغيرها. يظل القص جزءاً تكوينياً لا يتجزأ من مشهد التجديد السردي ذي الخصائص المحلية النابعة من مكونات البيئة المكانية.. الأرض الواهبة، والضرورية للعملية الفنية برمتها، وبهذا المعنى يضع العمل الفني عند القاص "علي المطيري" ميسمه الساخن، على الأوراق، وربما يدخل التجديد من بابه الواسع أيضاً. قدم المؤلف علي المطيري لمجموعته القصصية هذه بمقدمة ومما جاء فيها: "... في هذه المجموعة بقايا لأشياء كثيرة.. إما جروح أو أحزان أو عادات وتقاليد بالية وقاسية أو تجارب كثيرة.. قد تشبهك أنت أو من هم حولك، كما أقدم بعض الأشياء التي بالحياة حصلت لك أو تعرضت لها أو عايشتها مع غيرك. عموماً هي مجموعة قصصية قصيرة وبسيطة خفيفة لا أدّعي أنها شيقة.. أنت قد تشعر بتشويقها عن غيرك، ولا أدّعي أيضاً أنها مفيدة.. فقد تستفيد من أشياء عديدة بنفسك ليس لي مقصد بتوضيحها، ولكن بنفسك من بين الأشياء وجدتها واكتشفتها ولم تكن عندي بالبال أو ووضعتها بالحسبان.. وعلى الله التوكل دائماً يا إنسان، وإلى الأمام بعد كل هذا الكلام".