"حضارة لوكاس" رواية تطرق منطقة غير مرئية بين الروح والجسد، تحاكي عالماً من صُنْعها، بتناقضاته وانزياحاته، وتسير بنا إلى عوالم أرقى وأكثر معنى، وخاصة أنه تم تظهيرها بواسطة قوة الخيال الرؤياوية التي تستشفّ ما وراء فضاء الموت باحتمالاته الغيبية اللامتناهية. فبطل الرواية "لوكاس" مؤرخ ومستشرق وفنان تشكيلي، عشق بلد عربي وبنى في أعالي جباله بيته ليكون حضارة للفن والموسيقى والأدب والإبداع، أحب العرب وأحبوه ولكن يد الغدر تمتد إليه من رجلٍ يعمل في بيع العقارات يطمع في امتلاك بيته؛ ماتَ غدراً وأبت روحه أن تُزهق، ماتَ بجسده وظلَّت روحه تحوم في المكان. ظلت روحه المغدورة تود الانتقام، ولذلك عاش في حضارته بروحه لا بجسده.. بقي بالمرصاد لكل شخص يحاول أن يسكن حضارته.. إلا روحاً واحدة أحبتها روحه الشفافة.. روح امرأة بدوية جميلة سكنت حضارته مع عائلتها نتجت عنها مشاعر غريبة بين روحٍ حيَّة بلا جسد وبين جسدٍ حي قد ماتت الروح فيها فتم إيقاظه من جديد. ليتنفس بها هواء العالم الذي خسره. فالحُب أحياناً يتشكل على هيئة انسجامِ أرواحٍ لا غريزة أجساد.