حياكم الله
Search
English
All Categories
    Menu Close

    وطن غربتي

    أسم المؤلف: هبة هوساوي - نوع التجليد : غلاف وسط - النوع : رواية - عدد الصفحات : 152 صفحة - سنة النشر : 2019 م .
    SKU: 9786140128125
    40.25 ر.س.‏ incl tax
    excluding shipping
    i h

    أحببت أن أسُميها (حياة) فكل من عَرفها قال لها بداخلكِ حياة، أو عَلّهم قالوا لها ذلك لأن رغبة العيش في هذهِ الحياة تأسرهم حين حضورها. أليست فلسفة الحياة الإيديولوجية1 تَنص على أن كل ما كان جوابًا للاستفهامات التالية يأتي بمعنىً للحياة؟

    ما الفائدة من حياتي؟ ما هو المعنى من حياتي؟

    أيَّ جواب كنت سَتُخلفه خلف تلك الأسئلة فهو بدوره يمثل حياةً لك. وتمثالٌ يُجسد لك معنًى للحياةِ والوجود.

    ربما كانت هي السبب الذي بَثَّ فيهم الرغبةَ في الحياة أو الجواب الذي ما إن يقولوه حتى تتسلل بهِ الحياةُ إلى جَوف روحهم.

    ألحياةُ قادتها إلى روحهم؟! أم أن تجسيدها المتفاني لمعاني الحياة والوجود هو ما أوقعهم في روحها؟!

    قد قالها لها الكثيرون بنظرةٍ مفعمةٍ بالحياة أنتِ (حياة) أنتِ كمٌّ هائلٌ من السعادة، قالوها حين انبثقت منها هالةٌ2، ثمَّ شاحت تلك الهالة بياضًا فَتوغّلتهم حتى كشطت عن مكنوناتهم الدفينةِ لهم.

    أولئك الذين وجدوا معنًى للحياةِ تحت هالتها أخبروها أنها كمٌّ هائلٌ من السعادة، حتى اطمأنت لنفسها وانطوت عليها وتكوّرت على كل مداخلها وصارت لذاتها منابر لعيدها في كل أعياد الأمم.

    هكذا أوجدتْ معاني للحياةِ بداخلها، بأن تجسد الحياة تارةً أو بأن تجاريها بصمتٍ كراقصةِ الماستاني3 أحيانًا أخرى.

    كان لها عالمها المستقل المحدود بعدد حروف اسمها، تستلقي على فتحات أحْرفهِ وتارةً تَهْمدُ على كسراتهِ وتارةً أخرى تنكفئ على سَكَنات أحرفهِ.

    فكل أولئك الذين هاموا تحت هالتها وتخللوا فجواتها للحد الذي آمنوا به بالحياةِ داخلها، كانوا بدلاً عن الحب يفتشون داخلها عمّا هو أسمى، يبحثون عمّا أرغمهم على أن يتشبثوا بِشفا4 الحياةِ التي بداخلها في اللحظة التي أعادتهم حياتهم فيها إلى نقطة الصفر، إلى نقطة اللانبض وحين بدا لهم التخلي عن كل شيء أجدى من محاولة التمسّك والنجاة.

    فرغم أن لها روحًا تسطع بالحياة كانت أيضًا إحدى الأرواح التي باركها الله بالنقاء، وقد كانت سعادةً مكنونةً في قالب الجسد، وإحدى الأرواح التي منَّ الله بوجودها في حياة من أحبوها حتى أحبوا وجودهم عن طريق حبهم للحياةِ المستورة بِداخلها والظاهرةِ في عينها.

    فبعد كل هذه التآويل لن نخطئ القول إن قُلنا إن الحب يكون لمن تبدأ منهم الحياة وحياتنا وينتهي وجودنا من بعدهم.