«قفزة نحو المجهول» سيرة ذاتية واقعية في قالب روائي يختبئ - ولا يتوارى - ورائها "حاتم البلوي" الذي ينطق بصفة شبه رسمية بلسانه، فيعيد خلالها صياغة حياته بصورة جديدة وعبر مستويات عائلية واجتماعية، تضرب بجذورها في المجتمع السعودي، وثقافته، وتاريخه، وإرثه الحضاري، ماعدا أن لشخصية المؤلف نهجها الخاص في الكلام والتحدث والكشف عن التفاصيل لحياة عاشها بحلوها ومرّها حتى وصوله لهدفه المنشود. فكل التفاصيل في النص تشير إلى السعادة بتحقيق الأمنية الكبيرة، فما بين صعوبة البدايات وبهجة النهايات وما بينهما من حياة ومنعطفات ومواقف لا تنسى. يجري السرد على لسان الراوي/ المؤلف ليضع القارئ في أجواء حياته العائلية والمهنية؛ من موظف عادي في شركة أمن مروراً بزواجه وسفره ودراسته وتخرجه من جامعة من أهم الجامعات الكندية والتكريم له على مستوى الطلاب الدوليين من كل دول العالم؛ وتأسيسه "صحيفة سفراء" مع نقل مباشر لحفل تخرجه، وحتى العودة من كندا إلى الوطن محملاً بالكثير من الدروع من الجامعة وخارجها وغيرها من شهادات الشكر والتقدير من الملحقية الثقافية والسفارة والمؤسسات الاجتماعية. وبعد مسيرة طويلة من الكفاح والنجاح في التجربة الإعلامية التي كانت عبر "صحيفة سفراء" حصد البلوي المكافأة الكبرى وهي قبوله الرسمي من قبل منظمة اليونسكو لأن يكون مديراً للعلاقات العامة في مركز اليونسكو الإقليمي للدول العربية تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم. من أقوال الكاتب حاتم البلوي في "قفزة نحول المجهول" نقرأ: "الحياة إما مغامرة كبيرة أو لا شيء على الإطلاق". "القوة ليست في إظهار الغضب والشدة، القوة الحقيقية هي الحب، والأمان هو الأب". "في الأقدار الأولى في عمرك.. حكمة وأسرار عظيمة لن تفهمها الآن..". "حياتنا مجموعة بصمات لأناس أحببناهم.. تبقى نقوشهم داخلنا مهما طال الزمن..". "أجمل الأقدار لا تأتي ونحن ننتظرها.. أجمل الأقدار تأتي في الوقت الذي نكون فيه مشغولين بشيء آخر..". "الهموم تصقل ذات الإنسان.. وتدفعه إلى اكتشاف مكامن طاقته..". "إذا انتظرت حتى تصبح كل الأمور في صالحك.. فلن تنجز شيئاً أبدا..".