«طفل التفاح» مجموعة قصصية جديدة للروائية السورية هيفاء بيطار يقف القارئ لها عند كشوفات واقعية ترشح عنها (تراجيديا) الحال العربية للمشهد السياسي المعاصر في سورية. هي قصص من عمق الحياة والمجتمع والشارع، تدخل في صلب الحدث، تفضح الواقع الكلي في تسطيرها للفجائعي اليومي المعلن والاحتمالي والحتمي، تمظهرت عبر توصيفات بلاغية ثرية قاتمة تتجلى في أحزان البشر وعذاباتهم وآلامهم وسط اشتعالات الأرض والكائنات والأشياء والطفولة. إن بيطار هنا أظهرت ببراعة قاموسها الثوري بلغةٍ إيحائية وإشارية، تُسطر آمال راسخة وأخرى هاربة أو منهكة، لعلها تستطيع خلق نظرة رؤيوية إنسانية شاملة لما يجري في بلادها.في القصة المعنونة "طفل التفاح" تتخطى شخصية الطفل المشرد حدود سورية لتصبح قضية عامة تكشف عن انتهاك الطفولة في غالبية مجتمعات العالم الثالث، ولترفع الصوت عالياً في وجه كل المتآمرين على أطفال العالم من تجار الحروب والبشر في كل مكان من هذا العالم الواسع. فالروائية حينما تصف المشهد الخارجي لطفل التفاح، تحيلك إلى حدث لا يقل خطورة وأهمية عن التشرد وهو الاختطاف الذي يمثل اختطاف البعد الإنساني في الشخصية، وذلك من خلال دخول صورة الطفولة إلى قلب الأزمة، وما تحيل إليه من سينوريوهات ترتبط بالفعل النضالي والسياسي، وهو ما عبرت عنه بعض قصص المجموعة من خلال دلالات بعض الشخصيات التي تحولت إلى رمز للبطولة والفداء، ما يعني تواصل الأثر الثوري لدى جيل سورية الحاضر واللاحق وهو ما أرادت بيطار التعبير عنه وعن كل القيم الثورية الإنسانية النبيلة.من أجواء القصص نقرأ:"... كنت أشعر أنني أم لكل أطفال سوريا المشردين وقلت له: ارفع وجهك يا صغيري وقل لي ما اسمك؟ حسناً إذا كنت لا تريد أن تتكلم، ولكن اجلس. هلاّ جلست؟ لماذا أنت منطرح دوماً على الرصيف؟ سوف تمرض، ألا تسمعني؟ (...)، قال وكأنه أدرك أن لا مفر من إخباري بقصته: أخرجوني من تحت الأنقاض، فقد انهار البيت علينا، وماتت أختي الصغيرة وأخي وأمي. لكنني كنت نائماً قربها ثم ماتت، ماتت. كان الصغير يحدث نفسه ويكرر الكلمات كمن يجد صعوبة أو استحالة في هضم الحقيقة. سألته من أحضرك إلى اللاذقية ورماك في الشارع وأعطاك طبق التفاح؟...".يضم الكتاب إحدى عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: 1- أم دياب، 2- العاهر، 3- صراخ، 4- فيلم وثائقي، 5- مضايا، 6- ملاكان نازفان، 7- انهيار، 8- جرح في الروح، 9- طفل التفاح، 10- مصطفى، 11- نوال.