الرياضيات هي قصّة العالم من حولنا، ومن شأن الحكمة التي تشتمل عليها أن تشكّل الفرق بين النجاح والكارثة. نحن نمارس الرياضيات طوال الوقت، من الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض إلى الطريقة التي نسافر بها، ومن كيفيّة عملنا إلى كيفية استرخائنا. وكثير منّا يدركون ذلك. لكنّ قلّة منّا يقدّرون حقاً القوّة الكاملة للرياضيات، إلى أيّ مدى يتجاوز تأثيرها كلّ مكتب وكلّ منزل، ليشمل قاعات المحاكم وأجنحة المستشفيات؟ في كتابه «رياضيّات الحياة والموت» المذهل وغير العادي يستكشف عالم الرياضيات كِيت ييتس القصص الحقيقية لأحداث غيّرت الحياة وأدّى فيها تطبيق الرياضيات – أو سوء تطبيقها – دوراً حاسماً: مرضى أصيبوا بالعجز بسبب جينات معبئة ورجال أعمال أفلسوا نتيجة خوارزميات خاطئة؛ ضحايا أبرياء لأخطاء العدالة وضحايا غير مقصودين لمواطن خلل في البرمجيات. كما نتعرف إلى قصص مستثمرين خسروا ثروات وأهالٍ خسروا أطفالاً، وكل ذلك نتيجة سوء الفهم الرياضي. وعلى طول طريق القراءة في هذا الكتاب، يُسلّحنا ييتس بقواعد وأدوات رياضية بسيطة من شأنها أن تساعدنا في اتّخاذ قرارات أفضل في مجتمعنا الكمّي على نحو متزايد. وسوف نكتشف معاً لماذا يُعتبر من المنطقي دائماً التشكيك في إحصائية ما، ومن الحيوي غالباً طلب رأي ثانٍ، ومن المفيد أحياناً الالتزام بقاعدة الـ 37%. لقد حان الوقت لنقبض مجدّداً على زمام السلطة، لأنّ الرياضيّات في بعض الأحيان هي بالفعل مسألة حياة أو موت.