خيبتي يا أميّ لم تكن قصة حب أرهقتني وأرهقت كاهلي، ولا فقداً ألمّ بحياتي، أو كما تعوّدتْ هذه الحياة كلّ مرة على اغتصاب الفرح من قلوبنا، خيبتي كانت أقسى من أن أذرفها بدموعي وأنا اليوم على مشارف الثامنة عشرة، خيبتي يا أمي لم تكن تنحني للبسمةِ ولا للضحكات، تذبحني فقط كلّما تذكرتُ بسمتها الزائفة التي كنتُ أحفظها، تعلّقني بحبلِ الموت الأزليّ، لتُحيي ذاكرتها هي بقلبي ولا تذبل، تنشرني ذرّات مرهقة بحجم كلّ شيء حولي، ومهما كان كبيراً لن يكون بقدر ما تحمّلته هي وحملتهُ على عاتقها، ولم تشتكِ..."