في روايتها «ثورةُ الذّاكرة» تواكب الكاتبة السورية آية محمد العاسمي أحداث الحرب السورية خلال ثماني سنوات من عمر الثورة؛ فتنطلق من تلك الأحداث وتعيد صوغها وفق رؤيتها الفنية الخاصة، وتتخذ من حياة فتاة سورية وأسرتها نموذجاً مصغّراً لمعاناة المجتمع السوري في ظل هذه المرحلة من تاريخه الحديث. في «ثورةُ الذّاكرة» تتماهى كل المستحيلات التي تنشئها الحياة في ظلّ الحرب بكل تعقيداتها ولحظاتها الأشد قسوة على الروح قبل الجسد، وخاصة عند الحديث عن الفواجع الإنسانية في سورية وغيرها من تفاصيل العنف اليومي المتنامي دون هوادة بين الأفرقاء المتصارعين وفي تلافيف الحياة والوجدان والذاكرة، وينسحب هذا على أسرة الشخصية المحورية في الرواية "أمل" وعن تفتّت اتجاهات هذه الأسرة .