نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل عالمياً في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي
يقدم كتاب “تَعْلومُهم… نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل عالمياً في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي” لمحاتٍ وأفكاراً وتطبيقات تعليمية وتربوية استوقفت المؤلِّف ولفتت انتباهه في تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم الأساسي لاسيما في الدول العشر الأوائل المصنَّفة بحسب تقرير بيرسون عن التعليم في الدول الأعلى في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي للعام 2012، وهي بالترتيب:
فنلندا كوريا الجنوبية هونغ كونغ اليابان سنغافورة
المملكة المتحدة هولندا نيوزيلندا سويسرا كندا
فدوَّنها ثم جمعها في كتاب؛ لتكون مثالاً يحتذى ربما في تطبيق ما أو في فكرة يمكن استنباتها مما هو مناسب لنا؛ لا في استلهام التجربة كاملةً؛ ولم يكن المقصود من هذا الكتاب استقصاءها، إذ لا توجد تجربة تعليمية جاهزة “وصفة سحرية أو صحية” قابلة للاستنساخ بكامل مقوماتها، فالتجارب التعليمية الناجحة إنما تستند إلى كمٍّ هائلٍ من التراكم الحضاري والفكري والثقافي للدول، وتُسهم في بنائها ونمائها كثيرٌ من العوامل والظروف والبيئات الحاضنة التي ترعاها وتحيط بها. فما كان ناجحًا في بيئةٍ أو زمنٍ ما قد لا يكون ناجحًا في زمنٍ أو بيئةٍ أخرى، وإن تشابهت الظروف أو تقارب الزمان أو المكان؛ نظرًا لخصوصية التجربة وخصوصية عناصرها، التي أسهمت في تشكيلها وبلورتها ومن ثم نجاحها.
إن دراسة أي تجربة تعلمية أو تربوية ما بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ضرب من العبث التنظيري والخطأ الفكري والمنهجي، إنما تدرس التجارب التعليمية والتربوية بهدف تحفيز التساؤل وإثارة الانتباه لتوليد جذوة الانطلاقة الذاتية بما يتواءم مع موروثنا القيمي والحضاري والثقافي ويتناسب معه.. لذا كان هذا الكتاب.
وقد جرى التركيز في كتابنا هذا على التعليم الأساسي فقط في تلك الدول، ويشمل ذلك المرحلة التمهيدية والابتدائية والإعدادية والثانوية، ولم يتطرق المؤلِّف فيه إلى التعليم العالي إلا عرَضًا؛ لكون التعليم ما قبل الجامعي هو الذي يشغل الحيّزَ الأكبر من اهتمام المؤلِّف ومتابعته؛ ففيه تكمن التربية، وفيه يكمن التعليم، ومنه تكون الانطلاقة.