حياكم الله
Search
English
All Categories
    Menu Close
    أسم المؤلف: فاطمة عبد الله بن رافعة - نوع التجليد : غلاف وسط - عدد الصفحات : 279 صفحة - سنة النشر : 2018 م .
    SKU: 9786140125520
    63.25 ر.س.‏ incl tax
    excluding shipping
    i h

    إن من مقومات السعادة أن ترى الأم أطفالها يحيون، ولكن أن تكون الأم هي السبب في ‏موت أحد أبنائها عن قصد أو دون قصد فتلك هي الطامة الكبرى، هذا ما تبوح به رواية ‏‏«بيت جدّي» للكاتبة السعودية فاطمة عبد الله بن رافعة "بنت السَرَاة" ضمن رؤية (نفسية ‏‏– اجتماعية) تبحث في فكرة "الفقد" المفاجئ للولد وانعكاسه على الأم، حيث يتوقف الزمان ‏والمكان لديها في اللحظة التي تفقد فيها أحد أبنائها. تلك هي حال بطلة الرواية الأم التي ‏أصبحت جدّة وما زالت تنتظر رجوع صغيرتها "مريم" عند عتبة بيتها، موزعة نظراتها ‏التائهة ما بين الشارع والبابُ الذي يوصد أمامها كل يوم وأيادي عائلتها الممدودة بصبر ‏أمامها، فتستجيب لهم بدمعتين شحيحتين تظلان عالقتين بأعلى خدّها حتى تُودَع في ‏فراشها. إنه الموت المفاجئ لابنة الثماني سنوات التي خرجت ذات يوم حيّة وعادت ميتة ‏أمام عيني والدتها، بعد أن ضربها درّاج فطارت مسافة ستة أمتار في الهواء ثم هَوَت ‏مفلوقة الرأس عند عتبة (بيت الجدّ) وتحت أقدام أمها المذهولة، وهروب صاحب الدراجة ‏الحمراء ناجياً بنفسه من العقاب منطلقاً إلى الحياة، والوظيفة، والزواج، والأولاد.‏‎‎بعد حادثة موت "مريم"، تنقلب حال سيرة العائلة الكبيرة بأكملها وتتغير أحوالها، وتتوقف ‏ذاكرة الأم ربع قرن من الزمن. يكبر أولادها الذكور منهم من يتزوج ومنهم من يُطلّق، ‏ومنهم من يُنجب. وكانت "فرح" ابنة عبد الكريم الابن الثاني للعائلة التي توكل إليها ‏الكاتبة مهمة سَرد حكاية بيت جدّها وجدّتها وأولادهم وأزواجهم وأحفادهم؛ وحكايتها هي مع ‏أمها وأبيها اللذان انفصلا بعد ثلاث سنوات زواج بسبب رفض أمها التخلي عن الوظيفة، ‏كما تصف "فرح" مشاعرها خلال غياب أمها عنها عشرون عاماً على أثر هذا الانفصال؛ ‏حيث تعيش الفتاة متنقلة بين بيت الجدّ والأعمام والأب الذي تزوج من امرأة أخرى عاملتها ‏بقسوة وآذتها نفسياً وبدنياً.. حتى التقت بأمها صدفة! وهنا المفاجأة التقتها في عزاءِ من ‏قَتَلَ عمتها مريم وهرب. فتكشف الرواية عن طريق "فرح" سره.. مَنْ هو.. وكيفية هروبه ‏من الحي.. زواجه وبناته مروراً بابنه السجين واحتضانه للطفلين، ثم موت الطفلين بالدبّاب ‏‏(الدراجة النارية) التي اشتراها لهما جدهما، إلى حادثة موته الأليمة خوفاً من الفتاة ‏الصغيرة "مريم" التي طارده شبحها حتى ألقى بنفسه من غرفة نومه من الطابق الثاني ‏ليسقط بعد أربع ليال من موت ولديه جثة هامدة.. لقد تحققت عدالة السماء أخيراً . ولكن، ‏هل ستعود إلى الجدّة ذاكرتها وتتوقف دموعها؟‎‎ما يميز هذه الرواية الطابع الروحاني في السرد حيث يحضرُ الله وملائكته مع كل حدث، ‏لينقذوا "بيت جدّي" من السقوط ولينشروا الدفء في أرجائه ويظهر ذلك في قدرة الكاتبة ‏الفنية على تسجيل وقائع الحياة بعفوية وبلغة شعرية عذبة آسرة وإعادة سبكها في وقائع ‏فنية أدبية. هذه المهارة هي ما يميز "بنت السَرَاة" مع كل تجربة روائية جديدة