يحكي أنه في أحد أيام الخريف كانت إحدى البطات تنتظر بيضها أن يفقس بفارغ الصبر ، وفي يوم من الأيام بدأت أول بيضة تفقس وتلتها باقي البيضات حتى خرجت سبعة بطات صغيرات جميلات من البيض ، بينما كانت أكبر بيضة لم تفقس بعد
انتظرت الأم عدة أيام أخرى وقالت لنفسها ربما تأخرت تلك البيضة لأن بها أجمل بطة ، وبعد عدة أيام من الصبر فقست أخيرًا البيضة الكبيرة ، ولكنها للأسف خرج منها بطة قبيحة ضخمة مغطاة بريش رمادي غامق اللون ، حزنت الأم ولكنها قالت أنه ربما عندما تكبر ستصبح مثل إخوتها .
ظل الجميع يسخرون من البطة المختلفة حتى إخوتها وأطلقوا عليها اسم البطة القبيحة ، شعرت البطة القبيحة بالحزن فقررت أن تترك البيت وتعيش بمفردها بالقرب من بحيرة صغيرة ، ولكن حين أتى البرد شعرت البطة بالحزن الشديد لأنها بقيت بمفردها تعاني من البرد والجوع بينما إخوتها ينعمون بالدفء في أحضان والدته .
ولكنها حين أوشكت على الموت من البرد مرت بجوارها سيدة عجوز طيبة ، حين رأتها السيدة أشفقت عليها وقررت أن تأخذها وتضعها في حظيرتها وسط طيورها حتى لا تموت من البرد .
ولكن في الصباح حين استيقظت الطيور التي في الحظيرة ورأت البطة ، أخذت جميع الطيور تسخر منها ثم بدؤوا ينقرونها بمناقيرهم الحادة ، فأخذت البطة تبكي بشدة وهربت مرة أخرى باتجاه الغابة .
وقررت البطة أن تعيش بمفردها في الغابة ، وكانت الرياح شديدة في الغابة وأوراق الشجر تتطاير في كل مكان ، حينها نظرت البطة في السماء ، فرأت سرب من البجع الجميل يهاجر ، فقالت البطة ياليتني كنت مثل تلك الطيور الجميلة .
بعد مرور الشتاء فرحت البطة بانتهاء البرد الذي كاد أن يقتلها وبدأت ترفرف بجناحيها ، ولكنها فوجئت بأنها تطير وتحلق في السماء ، شعرت البطة بسعادة غامرة لأنها استطاعت أن تطير ، وأخذت تحلق وتدور في الجو .
أثناء طيرانها رأت البطة البحيرة التي نشأت فيها ، فقررت أن تهبط لتطمئن على أخواتها ، وحين اقتربت منهم رأتهم يتهامسون ، فخشيت أن يطردوها ، ولكن البطة فوجئت بأن جميع الطيور والبجعات التي بالحيرة قد تجمعت حولها ، وقد أخبروها أنها أجمل بجعة رأتها أعينهم من قبل .
نظرت البطة في البحيرة وفردت جناحيها الأبيضين لتفاجأ أنها كانت بجعة منذ البداية ، ففرحت وأخذت تحلق وسط أسراب البجع في سعادة وفخر .