كانت تنطلق دائماً وراء ذكائها.. والذكاء يحدد لها كل خطوة تخطوها وكل كلمة تنطق بها.. بل يرسم لها مدى اتساع ابتسامتها..إنها فى منتهى الذكاء الذى تحتاج إليه فتاه فى مثل عمرها.. وقد كانت تعيش مع أمها وإخواتها الأصغر منها فى شقة متواضعة بإحدى الحوارى المتفرعة من شارع الهرم.. وقد توفى والدها منذ سنوات وتركهم وهم ليسوا أغنياء ولكنه يستطيعون الاستمرار بالحياة فى أدنى مستويات الاستغناء.. ومنذ تفتح وعيها وهى ترى أفق الحياة البعيدة عنها.. أفق منتهى الرخاء ومنتهى العز والثراء، وتحلم بأن تصل بنفسها إلى هذا الأفق.. ولكنها حتى بعد أن تعددت صباها لم تكن تفكر فى أن تتزوج رجلاً يوفر لها هذا الرخاء.. إن ذكاءها منحصر فى أن تصل بنفسها إلى مستوى هذا الافق البعيد.. وقد بدأ يتقدم إليها من يريد الزواج وكانت ترفض دائماً مهما ألحت عليها أمها.. كما أنها تعرضت كثيراً لمحاولات الشبان الاستيلاء عليها، وكانت تستطيع دائماً أن تقاوم وتهرب مهما ارتفعت قوة الإغراء.