هي حكايا المرأة/ الكاتبة التي تمثلها ياسمين هاني يوسف في كتاب تخرجه لأول مرة إلى النور، تختصر فيه تجربة الكتابة بما هي أسئلة وهواجس وأحلام، وقد تمظهرت في النص عبر بنية سردية أشبه بأقصوصة (حكاية) تؤشر سلوكاً درامياً مشخصاً، ممتلئاً بأناس قابلتهم، وآخرين لم تقابلهم، ولكنها رسمت لحياتهم معنى وإن كان على الورق.
تتكأ "حكايا الياسمين" على مقاربات أدائية سيميائية تعتمد على فضاءات الحلم والتخييل والحضور والغياب والتأملات المتداخلة وعوالق النفس والترقب والانتظار، وبعد قراءتها قد تدلّنا أن مراد الكاتبة الذي تريد الوصول إليه هو ذلك التناغم بين الروح والنفس والجسد الممثلين للطبيعة المشعة في روح الإنسان وفي الوجود كله.
وفي نص موازي/ عتباتي جاءت به الكاتبة تعزيزاً لـحكاياها "الخمسة عشر"، وتمكيناً لقيمتها في احتواء هذه التجربة والتعبير عنها، وتشكليها في طقوس إبداعية خاصة لها صيغة التقديم والتعريف، قدمت الكاتبة ياسمين هاني يوسف لها بـ "مقدمة.. أو شيء من هذا القبيل"، تتوجه خلالها للقارئ ومما جاء فيها:
"من أنا؟ إنسانة شغوفة بالكتابة.. جئتُ لأقصّ عليك بين الحين والآخر حكاية من حكايا الياسمين.. وهي حكايا استلهمتُها من واقع الحياة، من قصص أولئك العابرين الذين هم أنا، وأنتَ، وأنتِ، ونحنُ جميعاً.. لذا لا تستغرب إن وجدتني في تلك الحكايا، أو في حكايا أخرى أحكي عنك لك! وقبل أن تقرأ الحكايا، أردتُك أن تعلم..
بأني لم أكتب عن الدين لأني أكثرهم تديناً، ولا عن الأخلاق لأني أدمثهم خُلقاً.. لستُ تلك الكهلة التي تدّعي أن تجارب الحياة قد صقلتها صقلاً، ولا تلك الواعظة التي يجب أن يُتَّبَع وعظها، أو تلك الحكيمة التي يجب على قارئ حكمتها أو المستمع إليها أن يعمل بها.. بل إني أخلع عني عباءة الوعظ، وثوب الحكمة، وكل تلك الادعاءات، وأخاطبك كياسمين فقط، ياسمين الإنسانة التي قد تخطئ، وقد تصيب، كأي إنسان آخر!".
يتألف الكتاب من خمسة عشر حكاية نذكر من العناوين: "شيخ الثلاثين"، "أعقاب السجائر"، "بعدما فات الأوان"، "هل آمنْكُم عليه؟"، "فلسفة السلحفاة والأرنب"، كنتُ ليلى"، "عوّد نفسك يا بنيّ ألا تتعوّد!"، (...) وعناوين أخرى.