يتنقل القصيبي في مساحات الحياة... يقف في محطاتها التي تزخر بأفكار شتى... يأخذ منها ما يمثل بالنسبة إليه موضوعات يجب معالجتها فيتحدث عن الغزو الثقافي، أسبابه ونتائجه وطرق تفادي سلبياته... يتحدث عن أزمة الشعر العربي المعاصر، بمنظار الناقد وعن دروس الهزيمة... والشعر والغموض، ويطرح عشرة أفكار للتنمية، ويتحدث بعين الناقد عن جامعات الخليج... وينيخ راحلته عند منعطفات تتوق إليها نفسه دائماً، فيقوم بجولة في أفكار طاغور، ويتناول المتنبي في "طاسمة" و"جاسمة"، ويبدع شرارات ليأخذ لقطات من كاميرا شعرية وتأسره مداعبة "مارون عبودية" لقصيدة "نزار قبانية" فيسردها...
وتعود نفسه إلى موئلها في حديثه عن أبيه... وتجيل به فكره إلى الفلسفة فيرى الحكيم في مأساة الشيخوخة المجدية، ويتحدث عن فيلسوف اسم الشيب ويفلسف الحياة من منظار الموت مع قصائد أمل دنقل في ديوانه "أوراق الغرفة 8" ويبقى هذا الكتاب حديقة فكرية تستظل النفس في رحابها.. ويتنقل الفكر في أنحائها ويقطف العقل ثمارها... هي ثمار القصيبي الفكرية .