أوراق في علم الإجتماع : الفلسفة - المشوشات - التوازن
الأوراق تختلف عن الجذور، الأوراق تعطي معنًا أن الكلام ربيعيًا أخضرًا متفرق، متفرع من الأغصان، تشوبه الثمار أو الزهور، بينما الجذور أو القواعد تعطي انطباعًا أكثر بالتّعمّق والأصالة، بالحرس القديم، بالبحث عن مصدر الماء، بالتاريخ والأساس. أما ما تحت العنوان، أي الكلمات الثّلاثة: "الفلسفة، المشوشات، التوازن" ففيها إشارة للخروج عن الموضوع، لاسيما كلمة الفلسفة. فالكتاب إذًا كتاب فلسفي عام، ولكنها فلسفة هادئة ومبسطة وبعيده عن المصطلحات، وبالنسبة لمن لم يقرأ في علم الاجتماع فإن الكتاب يعتبر كمدخل للعلم ومحفز للتوسع فيه كما أنه سيضيف نوعًا من الحس السوسيولوجي، وأما لو كنت من المطلعين على علم الاجتماع فأتوقع أن تجد بالكتاب عمق فلسفي كبير
الباب الأول من الكتاب في الفلسفة وبه عدة فصول: تشرح مفهوم الطيبة وأنها الأصل في فصل، ثم في فصل آخر يتحدث الكتاب عن وهم الفردية، وفي الفصل الثالث عن الأسرة باعتبارها لبنة المجتمع وعن الواقعية، وفي الرابع عن البيئة المحيطة وتأثيرها، وفي الخامس عن ما وراء الطبيعة وأثر الفلسفة في المجتمعات، وكل ذلك بأسلوب سهل وغير مدرسي. الباب الثاني يتحدث عن أبرز المشوشات أو العوائق التي تضر بالمجتمع، كل مشوش في فصل وهي كالتالي: العنصرية، التسويف، الثأر والإباحية، الخوض في الباطن، مزج السياسة بالدين، معضلة الملك، الرأسمالية والهيمنة جوجل مثالًا، فلسفة الشر. الباب الثالث بعنوان التوازن ويتحدث بصفة عامة عن المهمشين كالمجانين والمدمنين ووجوب احتوائهم، وعن التأثير الفكري لفيزياء الكم على العلوم الاجتماعية ومبدأ عدم التيقن، وعن وهم التحكم واستبداله بالتوازن البيئي
أود التنويه أن الكتاب به الكثير من النقل والاقتباسات من الكتاب السابق لنفس الكاتب: "قواعد الجنون الأربعون" فإن كنت قرأته فربما لا داعي لقراءة هذا الكتاب إلا لو أعجبك الكتاب السابق لدرجة أنك نويت أن تعيد قراءته، أو لو لديك شغف شديد لعلم الاجتماع