تحتل رواية «تينا» لمؤلفها هيرمان بانغ مكاناً خاصاً في تاريخ الأدب الدنماركي، فمنذ صدورها عام 1889 وإلى اليوم ما تزال تصدر بطبعات وترجمات متكررة مصاحبة بنقود وتعليقات في مختلف البلدان. ترجم للرواية الشاعر والناقد العراقي المعروف جمال جمعة الذي اعتبر هيرمان بانغ (1857- 1912) من رواد الحداثة في القرن التاسع عشر. أصدر العديد من الروايات والمسرحيات والأعمال الشعرية، أشهرها روايته «تينا»وقد برع مؤلفها بتصوير قصة حب لفتاة شابة تحت ظروف الحرب القاسية التي خاضتها الدنمارك ضد ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر. قدم للرواية بكلمة "جريتا روستبول"/ وزيرة الثقافة الدنماركية السابقة ومما جاء فيها: "... رواية "تينا" هي قصة حب قويّة ومؤثرة وتدور أحداثها في نفس الوقت الذي كانت فيه الدنمارك تخوض حرباً ضد ألمانيا. يمتد زمن الرواية من ربيع 1863 إلى ربيع 1864 حينما خسر الدنماركيون حربهم مع ألمانيا العظمى. كان الموت قريباً، جنود كثيرون وضباط قتلوا حين اجتاح الألمان خطوط الدفاع الدنماركية الشهيرة. وصف هيرمان بانغ الأحداث في روايته هذه بإسلوب نثري مكثف من خلال فتاة شابة اسمها "تينا" وعشقها للحراجي حارس الغابة هنريك بيرغ. تسافر سيدة المزرعة، زوجة الحراجي، بعيداً مع ولدها الصغير أورلوف لسبب أمني وتترك لتينا مهمة رعاية المنزل بدلاً منها. كانت تينا إبنة لمعلم إحدى المدارس المحلية، حيث كان السيد بولنغ، والد تينا وأمها يعملان هناك ويشجعان تينا في عملها. يُستدعي بيرغ الحراجي للخدمة العسكرية مع الرجال الآخرين في المنطقة لكنه يعود سالماً إلى مزرعته ليجد تينا وقد أصبحت فتاة ناضجة وجميلة ذات جسد مشتهى لا يمكنه مقاومة رغبته بها، وبأقل عدد من السطور يصور هيرمان بانغ تلك الرغبة المكبوتة، لكنه من ناحية أخرى يكشف لنا عن عشق تينا من خلال اهتمامها المحموم بالسيد بيرغ، عبر الاعتناء بترتيب سريره والتفكير به بشكل متواصل. وفي إحدى الليالي يصدف أن يذهبا سوية بنزهة مشياً على الأقدام حيث تتكشف المشاعر بين الاثنين في غمار الصمت. مع مرور الزمن أضحت رواية هيرمان بانغ عملاً مركزياً لتيار الانطباعية في الأدب الدنماركي الحديث، ومثالاً حياً للحساسية اللغوية التي كان المؤلف يتمتع بها".