من الطبيعي أن يسعى الإنسان دائمًا لاكتساب المعرفة في مختلف المجالات من خلال القراءة والكتابة فيجب عليه أن يعلم ما هي إرشادات الكتابة الصحيحة حتى يصل لتلك المعرفة، سواء كانت من خلال الكتب، الجرائد، المجلات أو حتى المواقع الإلكترونية، ومن المتوقع أن يجد القارئ مقالات تكون موثوقة في المعلومات التي تقدمها، وممتعة في أسلوب كتابتها، لتحقيق هذه الأهداف، يجب على الكاتب اتباع معايير معينة تساعده في كتابة مقال ناجح يستفيد منه الآخرون، وفي هذه المقالة سنقدم معلومات حول معايير الكتابة وارشادات الكتابه الصحيحه.
ارشادات الكتابه الصحيحه
قبل الخوض في ارشادات الكتابه الصحيحه يجب أولا أن نعلم ما هي الكتابة أساسا ونعلم غيرها من المعلومات الأخرى.
مفهوم الكتابة
الكتابة هي نظام أبتدعه الإنسان لتبادل الأفكار والمعلومات من خلال الرموز المرئية المكونة من الحروف. أدب الكتابة يمثل أحد أشكال التعبير الإنساني الذي ينقل العواطف والأفكار. وعندما يتعلق الأمر بالكتابة في صورة مقال، فإنها تشير إلى قطعة نصية متوسطة الطول تتناول موضوعًا معينًا أو جزءًا منه، ويمكن أن تكون مكتوبة بأسلوب موجز أو مفصل ضمن مجال معرفي محدد.
نشأة الكتابة
السومريون طوّروا نظام الكتابة المسمارية باستخدام الإزميل على لوحات من الطين اللبن، والتي كانت تعرف بالكتابة المسمارية. وظهرت الحروف الأبجدية لدى الفينيقيين حوالي عام 1100 قبل الميلاد. وكان المصريون يستخدمون الهيروغليفية على ورق البردي، بينما اخترع الصينيون نظامًا تصويريًا للكتابة باستخدام صور مبسطة للأشياء والحيوانات والأشخاص.
الكتابة الأدبية بدأت قبل القرن السادس عشر، حيث كانت في بدايتها غير منظمة وغير ملتزمة بقواعد محددة. ثم تطورت المقالة على يد الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين، الذي بدأ الكتابة في عام 1571. بدأ مونتين كتابته متأثرًا بالأدب الذي كان يقرأه، ولكنه قام بتحديث الأدب الحديث للمقالة في عام 1574 بعدما عزل نفسه عن الآخرين وعاش وحيدًا متأملًا في أحوال المجتمع والإنسان.
ما قبل بدء الكتابة
استخدام الوسائل المساعدة قبل بدء الكتابة يمكن أن يسهل المهمة ويجعلها أكثر فعالية كما يلي:
فعند التحدث مع الأصدقاء والعائلة والخبراء في الموضوع المقترح للكتابة، يمكن أن تتبادل الأفكار والآراء وتحصل على توجيهات قيمة. كما يمكن أن يساعدك هذا النوع من المحادثات على استكشاف مواضيع جديدة وإلهامك للكتابة. تبادل الأفكار مع الآخرين يثري الفكرة ويمنحك رؤى جديدة قد تعزز كتابتك.
الكتابة الحرّة: هي عملية كتابية تسمح للكاتب بالتعبير دون توقف أو تأمل، حيث يضع كل ما يخطر بباله على الورق دون قيود، مما يساعده على استكشاف أفكار جديدة واختيار ما يلهمه.
أما العصف الذهني: فهو طريقة مشابهة للكتابة الحرّة، لكنها تختلف بأنها لا تتضمن جملًا أو فقراتًا، بل تنتج كلمات مفتاحية تعبر عن الأفكار والمواضيع المطروحة.
ما هي ارشادات الكتابه الصحيحه؟
يحتاج الفرد لكتابة مقال أو كتاب أو أيا يكن يحتاج الكتابه فإنه بحاجة إلى الارشادات لتكتب بشكل صحيح ولذلك عليه اتّباع معايير معينة التي من شأنها أن ترتقي بالمحتوى والأسلوب الثّقافيّ الخاص به. وتلك المعايير تعمل على مساعدة الكاتبَ على أن يعرفَ الأمور الرئيسيّة التي عليه اتّباعها ليكتب مقالاً ناجحاً، وهي:
اختيار الموضوع
اختيار الموضوع الرئيسي هو خطوة حاسمة في عملية الكتابة. يجب أن يكون الموضوع جذابًا للقارئ ومهمًا للمجتمع، ويمكن أن يكون موضوعًا يثير الاهتمام أو يحمل قضية مهمة تحتاج إلى مناقشة. ينبغي للكاتب أيضًا أن يكون لديه رؤية واضحة للموضوع والمواضيع التي يريد استعراضها وتحليلها في المقال.
الوحدة والتماسك
اختيار الفقرات وتنظيمها بشكل صحيح يعتبر أمرًا مهمًا في كتابة المقال. يجب على الكاتب أن يضمن أن كل فقرة تتماشى مع الفكرة الرئيسية للموضوع وتسهم في تطويرها وتوضيحها. ينبغي أن تكون الفقرات مترابطة بشكل منطقي ومتناسق، مما يسهم في تحقيق التسلسل المنطقي للأفكار ويسهل على القارئ فهم المحتوى بشكل أفضل.
اختيار الألفاظ
اختيار الكلمات وتركيب الجمل بشكل صحيح يسهم في نجاح الكتابة بشكل كبير. يساعد اختيار الكلمات المناسبة في توصيل الفكرة بدقة ووضوح، ويسهم في جعل الموضوع أكثر قوة وإقناعًا. كما يضيف التنوع في بناء الجمل إلى تنوع الأسلوب وجاذبية النص، مما يحافظ على اهتمام القارئ ويجعل القراءة ممتعة ومثيرة.
الأسلوب الأدبيّ
الأسلوب الأدبي المتقن يجذب القارئ ويجعل النص أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام. صياغة الجمل بشكل جميل وتناغم الألفاظ والعبارات معًا يخلق إيقاعًا لفظيًا جميلًا يجعل القراءة ممتعة. كما يعزز الجو العام للنص الحيوية ويضفي نوعًا من الحماس والرصانة، مما يسهم في جذب انتباه القارئ وإيقاظ اهتمامه.
الموضوعيّة
الكتابة لغة موضوعية تعتمد على تقديم المعلومات والحقائق بشكل دقيق وواضح، دون التأثير بالعواطف أو الآراء الشخصية. يهدف هذا النوع من الكتابة إلى تقديم المعلومات بشكل موضوعي ومحايد، مما يسمح للقارئ بتقييم الوقائع بناءً على الحقائق المقدمة دون تأثير العواطف أو الآراء الشخصية للكاتب.
الدّقة
دقة الكتابة وصحتها أمور حاسمة، حيث يعتمد القارئ على المعلومات التي تقدمها الكتابة لتوجيه آرائه واتخاذ قراراته. لذا، يجب على الكاتب أن يقدم المعلومات والحقائق بدقة وصدق، وأن يتجنب التلاعب أو تحريف الحقائق، مما يساعد في بناء ثقة القارئ واحترامه للمصداقية والموضوعية في الكتابة.
التوثيق
الاستناد إلى مصادر متنوعة يعزز ثراء الموضوع ويظهر اطلاع الكاتب على موضوعه. فالاستشهاد بالمصادر يساهم في إضفاء الثقة والمصداقية على الموضوع، ويساعد القراء على استيعاب المعلومات بشكل أفضل. وبالتالي، يعتبر التوثيق واحدًا من المعايير الأساسية التي يجب أن يلتزم بها الكاتب لتعزيز جودة الكتابة ومصداقيتها. كما يوفر استخدام المكتبة مجموعة متنوعة من المراجع الثرية التي يمكن للكاتب الاستفادة منها في كتابته لموضوعات مختلفة.
أهميّة التوثيق
التوثيق يعزز الثقة بالمعلومات التي يقدمها الكاتب ويسهم في تسهيل عملية البحث للمهتمين بالموضوع. كما يوضح التوثيق المصادر المختلفة التي تتناول الموضوع، مما يسهل على القارئ الوصول إلى مصادر المعلومات بشكل أسهل وأكثر فعالية. ومن المهم أيضًا أن يحترم الكاتب حقوق المؤلفين ويقوم بذكرهم وتوثيق أعمالهم كجزء من المسؤولية الأخلاقية لضمان النزاهة والاحترام في استخدام المصادر.
قواعد التوثيق
التوثيق يتبع مجموعة من القواعد التي تضمن وضوح ودقة المصادر المرجعية، ومن هذه القواعد:
1. يجب تدريج المراجع لوحدها في صفحة جديدة لتسهيل قراءتها والوصول إليها بسهولة.
2. ينبغي فصل المراجع العربية عن الأجنبية لتنظيم العمل وتسهيل المراجعة.
3. لا يجب دمج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مع المراجع، بل يجب ذكرها في النص مع الاحترام والتبجيل.
4. يجب أن يحتوي المرجع على جميع المعلومات الأساسية مثل اسم المؤلف، وعنوان الكتاب، ومصدر النشر، وتاريخ النشر، ورقم الصفحات، لتوفير المعلومات الكافية للقارئ للوصول إلى المصدر بسهولة ودقة.
طرق التوثيق
هناك عدة طرق لتوثيق المراجع، ومن بينها:
1. طريقة هارفرد: تتبعها العديد من التخصصات وتعتمد على كتابة اسم المؤلف أو المؤلفين، تاريخ النشر، عنوان الكتاب أو المقال، اسم الناشر، ورقم الصفحات.
2. طريقة المجلات الطبية والحيوية: تشبه طريقة هارفرد في الأساس، ولكنها تركز على اسم المجلة أو الدورية العلمية، بالإضافة إلى تاريخ النشر ورقم الصفحات.
كلا النهجين يوفران إطارًا منظمًا لتوثيق المراجع وتقديم المعلومات بشكل دقيق ومفهوم.
في الختام، يُعتبر اتباع ارشادات الكتابه الصحيحه أمراً حاسماً لكتابة مقال ناجح ومفيد. من خلال اختيار موضوع مهم وملائم، وتنظيم الأفكار في فقرات منسقة، والاعتماد على مصادر موثوقة وتوثيقها بشكل دقيق، يمكن للكاتب أن يخلق مقالاً ذا قيمة ومصداقية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يهتم الكاتب بالأسلوب اللغوي والأدبي، واختيار الكلمات والجمل بعناية لتعزيز وضوح وجاذبية المقال. وفي النهاية، ينبغي للكاتب أن يحترم حقوق المؤلفين ويوثق المراجع بدقة، مما يضمن نزاهة المقال واحترام القواعد الأخلاقية للكتابة. إذا تبنى الكاتب هذه الإرشادات، فإنه سيكون قادراً على كتابة مقالات تثري المعرفة وتساهم في نقل المعلومات بشكل فعّال وموثوق.
