تُعتبر رواية مذلون مهانون إحدى روايات ديستويفسكي الأقل شهرةً من غيرها ولكنّها كجميع رواياته تترك أثرًا لا يُمحى في النفس، كما أنَّ الرواية صغيرة حجمًا مقارنةً بأعمال ديستويفسكي الأخرى لكنّّها ليست وجبةً سهلة فستغصُّ بها أكثر من مرة وربما تتركها لأيام لكن على الأرجح بأنَّك ستعود إليها ولن تتمالك نفسك أمامها، ستقدِّم لك هذه الرواية تشريحًا دقيقًا لآلام الإنسان ودواخله وطريقة تفكيره عن طريق بطلها والذي يعدُّ الراوي أيضًا “إيفان بتروفتش”
يعبر في الرواية عن الخضوع غير المحدود , و الإستعداد لتقبل الذل و المهانة , بل والتمتع بذلك الذل وتلك المهانة , حتى ليظن المرء أن شخصياتهذه الرواية هم مجموعة مرضى , أ, مجانين , والحقيقة أنهم ما لا نجرؤ أن نكونه .
إن كل شخصية في هذه الرواية , قد نرى فيها قديساً أو مصاباً بالهيستيريا . إبناً باراً محباً , أو جاحداً لايهمه ما يسببه من بؤس و شقاء . وهو يريد بذلك التعبير عن الصراع الروحي و الشعوري الذي يدفع المرء إلى التضحية دونما تردد , وهذا مانجدة في هذا الحب الغريب الذي تحملة ناتاشا و كاتيا كلتيهما و هما الغريمتان للشاب الطائش الخفيف أليوشا .
كيف أمكن أن تفتن فتاة مثل ناتاشا المليئة طهارة و حرارة و عقلاً بشاب مثل أليوشا ملئ تفاهه .
كيف يمكن لناتاشا وحيدة والديها أن ترميهما في البؤس .
ذلك ما يقدمة دوستوفيسكي في هذه الرواية بعبارات عنيفة قوية تعبر عما يصف به الحب الجارف من التباس و تنناقضات