بدأت بوادر الوحي المقدس بآية "اقرأ"، وهذا يعكس تأكيد الله عز وجل على أهمية القراءة والعلم. وأشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهمية التعلم والعلم بقوله "إنما العلم بالتعلم". في هذا العصر الحديث الذي يعرف بانفجار المعلومات، أصبحت القراءه التصويريه أكثر أهمية من أي وقت مضى. إننا نعيش في زمن يعتمد بشكل كبير على القراءة والتعلم لاكتساب المعرفة وفهم العالم من حولنا. بينما نتقدم بالتكنولوجيا ونطور حياتنا بالعديد من الجوانب، قد يكون لدينا تحدي في الوقت والتركيز عند القراءة، في هذه المدونة سنتحدث بالتفصيل عن القراءة التصويرية.
القراءه التصويريه
في حقيقة الأمر، الكثير منا يشعر بالملل أو التشتت عند قراءة نص طويل، وهذا يجعلنا نفقد سرعة القراءة والفهم. إحدى الدراسات أشارت إلى أن 90% من الأشخاص لا ينجزون قراءة الفصل الأول من كتاب، وذلك بسبب عوامل مثل الانشغال والملل.
إن فهم هذه المشكلات والعقبات التي تواجه القراءة السريعة يمكن أن يساعد في تحسينها. من خلال تبادل المعرفة والخبرة، يمكننا تقديم حلول واستراتيجيات تساعدنا في زيادة سرعة القراءة وفهم واستيعاب محتوى النص بفعالية. الإمام الشافعي يعتبر قدوة في هذا السياق حيث قرأ بسرعة وكفاءة.
ولهذا يجب أن نؤكد على أهمية القراءه التصويريه في هذا العصر ونتعلم من التجارب والأساليب المختلفة لزيادة سرعة القراءة والفهم، وبذلك نستفيد بشكل أفضل من القراءة والعلم في حياتنا.
ما هي القراءه التصويريه
القراءه التصويريه هي مهارة استثنائية تتيح للفرد قراءة بسرعة تصل إلى 25,000 كلمة في الدقيقة، مع الاستيعاب العالي للمحتوى. يمكنك فهم معنى ذلك من خلال قدرتك على قراءة كتاب أو مقرر يحتوي على 250 صفحة في أقل من ساعة وبفهم عميق.
الجميل في ذلك النوع من القراءة هو أنها مهارة يمكن تعلمها بسهولة. خلال ثلاثة أيام فقط في دورة تدريبية، يمكن للأشخاص زيادة سرعتهم في القراءة بشكل ملحوظ. فقد شاهدنا أشخاص قرأوا ثلاثة كتب خلال هذه الفترة بينما كانوا يستغرقون شهورًا في قراءة كتاب واحد.
سأقدم لك خمس خطوات سهلة لاكتساب تلك المهارة. تم تبسيط هذه الخطوات، على الرغم من أنها عادة مشروحة بشكل أكثر تفصيلًا خلال دورات تدريبية تستغرق عادة عدة ساعات.
الخطوة الأولى: الإعداد
في البداية، يجب وضع هدف محدد للقراءة، سواء كان ذلك لفهم محتوى معين أو البحث عن إجابات لتساؤلات معينة. من ثم، قبل البدء في القراءة، قم بتجهيز الكتاب أو المادة التي تعتزم قراءتها. استرخِ أو قم بتمارين التنفس لزيادة مستوى التركيز، حيث إن الهدوء والانتباه يساهمان في تعزيز الاستيعاب. الأشخاص الذين يكونون متوترين عادةً يصبحون أقل قدرة على تذكر ما قرأوه.
الخطوة الثانية: النظرة الشاملة
في هذه الخطوة، تقتصر القراءة على نظرة شاملة على المادة. قم بقراءة صفحة الغلاف الأمامية والخلفية للكتاب وركز على تاريخ الطبع ومحتويات الكتاب والفهرس. اقرأ أيضًا الفقرة الأولى والفقرة الأخيرة من كل فصل إذا كان الكتاب مقسمًا إلى فصول. هذه الخطوة تعطي نظرة عامة عن محتوى الكتاب.
الخطوة الثالثة: تنشيط الذهن
في هذه الخطوة، تقوم بالتركيز على منتصف الكتاب بطريقة تجعلك ترى صفحتين في وقت واحد. هذه الطريقة تمكن الأفراد من استيعاب المعلومات بسرعة بدلاً من قراءة كل كلمة بشكل فردي. تكون قادرًا على الدخول في حالة تعلم مثالية حيث يتسنى للمعلومات دخول الذهن بسرعة عالية دون الحاجة للقراءة كلمة تلو الأخرى. هذا يعتمد على القدرات الذهنية العالية.
الخطوة الرابعة: الاستهداف والتركيز
تعتمد هذه الخطوة على تحديد القسم الذي يهمك داخل الكتاب والذي يخدم الهدف الذي حددته في الخطوة الأولى. في هذه المرحلة، قم بالقراءة بسرعة عالية للمواضيع التي تجد أنها مهمة أو تلفت انتباهك. قد تقوم بإنشاء خريطة ذهنية للمواد التي تريد التركيز عليها فقط. الخيار متروك لك.
الخطوة الخامسة
تتضمن تلك الخطوة قراءة الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، مع إمكانية إضافة المزيد من المعلومات إلى الخريطة الذهنية خلال القراءة أو بعدها. هذه الخطوات الخمس تمكنك عادة من قراءة وفهم كتاب يتألف من 250 صفحة في أقل من ساعة، مما يعزز التفهم والاستيعاب والتذكر للمواد المقروءة.
فان المهارة التي نتكلم عنها في مقالتنا ليست جديدة، فقد كانت ممارسة قديمة. الإمام الشافعي وغيره استخدموها، وكانت موجودة في حضارات مثل الصين والهند والفارسية. ومع مرور الزمن، قام بول شيلي بتطويرها ووضع لها قوانين محددة، مما سهل تعلمها.
الأشخاص الذين يتدربون على هذه التقنية يمكنهم قراءة ما يصل إلى 25,000 كلمة في الدقيقة، ويمكنهم قراءة 2-3 كتب يوميًا، مما يعني قراءة ما يقارب 700-1000 كتاب سنويًا، مع معدل فهم واستيعاب يصل إلى 65-70%. بينما يمكن للأفراد الذين لم يتعلموا هذه التقنية قراءة بسرعة تصل إلى 160 كلمة في الدقيقة، مما يعني قراءة كتاب واحد شهريًا، مع معدل استيعاب يتراوح بين 45-55%، شريطة عدم التشتت والانشغال.
فوائد رئيسية للقراءة
توسيع آفاق المعرفة وزيادة التفهم.
تقديم لحظات ممتعة ومغذية للقلب والعقل والروح.
تعزيز الفضيلة من خلال السعي لاكتساب المعرفة والقضاء على الجهل الشخصي.
تنمية القدرة على المشاركة في المناقشات وإثراء النقاشات والمنتديات بمعلومات ذات قيمة.
توفير وقت، حيث أن القراءة تساهم في تقدير الوقت واستثماره بشكل أفضل.
القراءة تُعتبر مفتاحًا لاكتساب المعرفة والتفكير النقدي.
تساهم المطالعة في بناء مجتمعات مستنيرة وتوجيهها نحو اكتشاف العلوم والمعرفة.
في الختام، القراءه التصويريه أو القراءة السريعة هي تقنية قيمة تمكن الأفراد من استفادة قصوى من وقتهم وزيادة إنتاجيتهم في مجال القراءة. إنها أداة تساعد في توسيع المعرفة وتنمية المهارات الذهنية، وتزيد من قدرتنا على المشاركة في الحوارات وتحفيز التفكير النقدي. يجب على الأفراد السعي لاكتساب هذه المهارة والتدرب عليها، حيث تمثل مفتاحاً لفهم العالم بشكل أعمق واستخدام الوقت بفعالية أكبر. من خلال القراءة التصويرية، يمكن للأفراد تحقيق العلم وإثراء حياتهم بمزيد من الفهم والإلهام.