أنا رجل ثنائي القطب، يقتات على مشتقات الليثيوم منذ خمس سنوات. كنت أحاول أن أجعل هذا الكتاب سيرة ذاتية تشرح ما مررت به بأجزائه الدقيقة وتفاصيله الصغيرة، إلا أنه من الصعب أن تحكي للآخرين تلك التجربة التي تمر بها مع الظلام وغياب العقل. فعندما ساد الظلام في عقلي، خرجت لهم وأنا أدعي بأني نبيهم الحق.. منذرٌ لهم أن العالم سيدمر إن لم يتبعوني، والكثير من الحماقات التي ارتكبت؛ فعندما يغيب العقل يبرز الصنم وتتيه الرؤية... كيف لي أن أكتب هنا ما حدث لي في تلك العتمة.. وكيف لي أن أعترف لمن ما يزال يرى أن المرض النفسي وصمة عار! لكنك ستجد على كل حال بعضًا مما مررت به مع ثنائي القطب دون أن أشعر بالمزيد من الخجل حيال ما قمت به أو صنعت. كانت تجربتي الأولى مع الهوس بريئة للغاية. أما هو... فكانت تجربته معي في غاية الخبث. كنت أجلس في زاوية غرفتي والقيء من حولي يرسم حدودا جغرافية بيني وبين العالم. رائحة المكان كانت نتنة.. كنت كمشلول لا يقوى على الحركة.. يستسلم فحسب! " بعدما قرأ كتابي أحدهم قال من الأفضل أن يكون في النفايات . إنه ألم حقيقي يتجسد الإنسان والتجربة " .