نحن أمام كتاب فريد في موضوعه، عجيب في محتواه، خاصة حين نعلم أنه قد نشر للمرة الأولى في عام 1902، أي في بداية القرن العشرين وعلى حد علمنا، لا نعتقد أن هناك كتاباً مصرياً آخر في هذه الفترة قد وضع بنفس هذا المنهج المحكم، الذي حرص على المنحى الإحصائي الكمي، والبحث الميداني، أو اهتم بتلك التفصيلات الدقيقة التي اهتم بها كتاب "حاضر المصريين أو سر تأخرهم" إذا استطاع الكاتب محمد عمر من خلال كتابه أن يجعلنا نعيش أجواء تلك الفترة بكل دقائقها، وألوانها، وروائحها، وأفكارها الشائعة، بحيث نعتقد أنه سيكون معيناً أميناً لكل باحث جاد في أي مجال من مجالات المعرفة في بداية القرن في مصر، إذ لن يستطيع الإعراض عن تصفحه ومراجعته، نظراً لما احتواه من معلومات تفيد الباحث في الإنثروبولوجيا والإجتماع، والفسلفة والإعلام والإقتصاد والتاريخ واللغة والسينما.. إلخ، والمثقف بوجه عام.