في كتابه "تفكرات مستقبلية" يقدم الكاتب الدكتور حسن الشريف مقاربة علمية حول مستقبل التكنولوجيا وتأثيرها على الإنسان على المدى البعيد. فيقود قارئه إلى استكناه فضاءات متنوعة من استكشاف المعرفة، تتمدد من بدايات الكون ومجرة التبانة وصولاً إلى الكائن المستقبلي الهجين بين الإنسان والآلة؛ كما يتوقف عند التأثيرات الجانبية للتكنولوجيا ومخلفاتها والبصمة البيئية الفاقعة، وقضايا أخرى. إن التساؤل عن كل شيء هو فن وعلم في نفس الوقت، ومن خلال "تفكرات مستقبلية" يختصر حسن الشريف ملايين السنين من عمر الكون، ويجري حواراً يتحدث فيه مع الجيل العربي السابع الذي لم يولد بعد. "جيل المستقبل". وفي العام 2020 يستعجل المؤلف ليتأكد من أن الأدبيات العربية ومكتباتها لن تغفل لحظة "النقطة الآحادية" القادمة مع التطور التكنولوجي الأسي الذي سمي الثورة الصناعية الرابعة متلازمة مع سببية منطقية للتغير المناخي الناتج عن المستويات الخطرة للاحتباس الحراري، وزلزال كورونا كوفيد 19 التي هزت العالم. في هذا الكتاب يجعل المؤلف قارئه يسأل عن الهدف من التكنولوجيا والأرض المؤنسنة والتطور الارتقائي للكون – الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي – لملايين السنين وصولاً إلى حالة التوازن في آخر مائتي ألف سنة. وتجربة المؤلف تجعل ملاحظاته، وأكثر من ذلك تساؤلاته، في غاية الأهمية. هذا الكتاب هو من الكتب القليلة في المكتبة العربية حول مختلف التحديات التي تواجه الحضارة الإنسانية والتفكرات المستقبلية السائدة حولها في العالم، ويتضمن كذلك بعض الطروحات السائدة حول الحلول الممكنة، وكذلك سيناريوهات الاحتمالات الأخرى. إن مجمل مما يُستعرض في هذا الكتاب مأخوذ من نقاشات مطولة في الأدبيات المستقبلية في البلدان المتقدمة، وخصوصاً تلك المذكورة في مراجع الكتاب، وقد عمد المؤلف إلى استيعاب معانيها وتطويرها وإعادة صياغتها والإضافة إليها، بما يتناسب مع القارئ العربي وسياق الثقافة المجتمعية العربية.