من المسلم به أنه كلما زادت تجرِبتنا تسامت أرواحنا وهدأت نفوسنا وتقازم وصغُر فزعنا وتضاءلت أنكادنا ؛ ولذا فقد جلَبْتُ لخبرتك من مِراس النبلاء أحداثاً ؛ علّها تجد في حياتك فجوةً فتردمها ؛ وثلمةً فتسدّها. عملت على اختصار ( سير أعلام النبلاء ) اختزالاً وانتقيتُ لك منه طرفةً وتبياناً ؛ واصطدتُ خاطرةً وبياناً ؛ واستللت من غمدهِ حكمةً وإلهاماً ؛ قدّمتها هنا على طبقٍ من إيجاز ؛ تحمل بين ظهرانيها مما أعتقده متعةً ومما أظنّه منهجاً ومما أحسبه وِجهةً ونمطاً ومؤنِساً ؛ فتفضّل مُغترفاً من معينها عن ظمأِ سُؤْلِك مُجاذِباً ورفيقاً رقيقاً مُجالِساً ..