تُعَدُّ الدعوة للإسلام وعقيدة التوحيد، من بين أهم واجبات الإنسان المسلم، وإن كانت – مثل القرآن الكريم، وأمور أساسية أخرى في حياة المسلمين – قد توارت بفعل الكثير من عوائد السياسة، وخصوصًا الاستعمار والاستبداد.
وفي حقيقة الأمر؛ فإنه ثمَّة مشكلات على المستوى التقني أو الفني للعمل الدعوي، ساعدت على فقدان الخطاب الدعوي لجاذبيته، وتحوله عن رسالته الأساسية في كثير من الأحيان.
في هذا السياق، شهدت عقود الصحوة الإسلامية الأخيرة مساعٍ حثيثة من أجل إعادة تأصيل الدعوة الإسلامية والخطاب الدعوي السليم، من خلال العودة إلى الأصول، من القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الشريفة، وعلماء المسلمين الثقات، من خلال كتب ودراسات مُحَكَّمَة التزمت المنهج العلمي في العرض، ومنها الكتاب الذي بين أيدينا.
الكتاب الذي وضعه الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني، الأستاذ المشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة، جاء في 454 صفحة، وحمل عنوانًا فرعيًّا، هو: "دراسة منهجية شاملة لتاريخ الدعوة وأصولها ومناهجها وأساليبها ووسائلها ومشكلاتها في ضوء النقل والعقل".