مواصفات الكتاب:
-
اسم المؤلف: الفيكونت دوشاتوبريان
-
اسم المترجم: الأمير شكيب أرسلان
-
عدد الصفحات: 423 صفحة
-
موضوع الكتاب: الإسلام في الأندلس - آخر بني سراج
محتويات الكتاب:
الكتاب يتألف من قسمين اثنين:
-
القصة التي وقعت لحبيبين، المحبوب من آل سراج والمحبوبة من آل بيغار.
-
كتاب أخبار آخر بني سراج، إضافة إلى مقدمة تاريخية هي من كتاب خلاصة تاريخ الأندلس لشكيب أرسلان.
وفي التمهيد التاريخي في ذكر بني سراج، يقول شكيب أرسلان، أن هذه العشيرة من أشهر عشائر العرب الأندلسيين، وشبابها فرسان موصوفون بالجمال، وتعلق النساء بهم، أما "بنو الزغري" فهو تحريف بني الزغبي نسبة إلى قبيلة زغبة، وأن "البنغاس" فهم المكناس نسبة إلى مكناسة، ويطعن شكيب أرسلان في حصول هذه القصة الغرامية بين فارس من آل سراج وفتاة من آل بيغار، لأن الكتاب العرب لم يعرفوا بها، وقد رجح أنها من أوهام الإسبانيول مستنداً في ذلك إلى رأي الأديب التركي المشهور رضا باشا (ص 22)، ويصرح أرسلان فيقول: "وبالإجمال فكثير من هذه الأحاديث الغرامية - في الشرق والغرب، هو من أوضاع أهل القصص".
يتحدث شاتوبريان عن أن السلطان أبا عبدالله صاحب غرناطة آخر ملوك الإسلام بالأندلس، حين جلا عن أرض أجداده إلى المغرب، وقف على جبل "بادول" المشرف على البحر وبكى الأحبة والمنازل، وأن أهله تفرقوا في أقطار أفريقية، ولم تزل جنة غرناطة مصورة أبداً في مخيلاتهم.
وعن ابن حامد بطل القصة السراجي أنه أخذ عن آبائه السراجيون الفروسية والشهامة، وأنه خرج قاصداً غرناطة، معرفاً بنفسه أنه طبيب أعشاب مغربي جاء لانتجاع مساقط الغيث وارتياد التعاشيب، وقد صادف بغرناطة الفتاة النصرانية الحسناء الرائعة الشباب الناعمة الإهاب، وهي أشبه ببنات القوط، ذاهبة إلى صلاة الصبح إلى دير قريب، فوقع في غرامها ووقعت في غرامه"، وعندما ضاعت منه محبوبته طاف ابن حامد في الكنائس للظفر بها، وما زال يستقصي حتى وصل إلى قبر "فرديناند وإيزابيلا"، وهو أعظم ما تجشمه من مشاق الحب.
بعد عذاب طويل مع الحب، يصل ابن حامد إلى محبوبته، فيقسم لها أنه سوف يظل على حبها حتى يتخذها زوجاً، حالما يستنير قلبها بنور محمد، كما تقسم هي أيضاً له أنها ستظل على حبه وتفكر بالزواج به، حالما يستنير قلبه برب النصارى، وكان كلاهما يراجع حبيبه، فيراه لا يزال على تشدده في دينه حتى قضيا حباً ونحباً.
وعن أخبار العصر وانقضاء دولة أبي نصر، يجدها الأمير شكيب أرسلان سانحة ليلحق هذا البحث بآخر بني سراج بعد ترجمته لـ "شاتوبريان"، وهو يصرح بذلك فيقول: "أما بعد، فهذا كتاب أذكر فيه نبذة من بعض تاريخ ما وقع في مدة الأمير أبي الحسن علي بن نصر بن سعد السلطان أبي عبدالله محمد بن السلطان أبي الحسن ابن الملوك النصيريين، ومدة ابنه محمد وأخيه محمد أيضاً رحمهما الله، وكيف استولى العدو على جميع الأندلس في ظل المدة"، ونراه يتحدث عن الفتنة التي وقعت للأمير أبي الحسن مع أخيه الأمير محمد بن سعد، ويذكر الحادثة التي فتك بها في مدينة مالقة بأخيه قوادُه الذين كانوا بايعوه.
ويتحدث شكيب أرسلان عن ضعف أبي الحسن وركونه إلى الملذات وانهماكه بالنساء والمطربات والركون إلى الشهوات، فأضاع الجند وثقل المغارم ومكس الأسواق ونهب الأموال، وأنه عندما انقضى الصلح بينه وبين النصارى، دخل هؤلاء مدينة حامة سنة (887 هـ) فنهضت غرناطة للدفاع عنها، غير أنهم لم يحققوا أمرهم، فطمع النصارى بهم، أثناء ذلك انتقض الأميران محمد ويوسف على أبيهما وبايعوا الأمير أبا عبدالله محمد بالملك، فآل الأمر بينهم إلى أن قتل الوالد ولده.
وتفشى الاقتتال بين الأسرة المالكة، وفشت الفتن بين الناس، وأدرك النصارى ذلك، فخرج العدو عام 890 هـ، إلى غربية الأندلس، فقصد حصن قرطبة وحصن دكوين وحصن المرة والشيطنين ورندة، وأنه على الرغم من قتال المسلمين أعداءهم قتالاً مريراً، إلّا أن سقوط الحصون كان يتوالى، مثل حصن أمكين وقنبيل وأرنية ومشاقر واللوز، ويذكر شكيب أرسلان قتال العرب القشتاليين.
ويتقصى شكيب أرسلان تاريخ الفتنة في غرناطة وجوارها، وكيف كان العدو يمدّ أمير البيازين بالرجال والأنفاط والبارود والقمح والعلف والبهائم والذهب، ليشد بذلك عضد الفتنة، ويتوقف عند مبايعة غرناطة الأمير أبا عبدالله وتوحد أهلها حوله، غير أن العدو سارع فأخذ مالقة وبسطة لتضييق الخناق على المدينة، وانضم إلى ذلك صاحب قشتالة الذي طالب أبا عبدالله بتسليم الحمراء.
سارع أبو عبدالله، رداً على طلب القشتاليين بالدعوة إلى الجهاد، فاستولى على "البشرة" وعلى مدينة همدان وعلى حصن شلوبانية، كما استعاد المسلمون "أندوش" ووادي "آش" وهذا ما جعل ملك قشتالة يتقدم لحصار غرناطة من جديد، وقد ضيق الخناق عليها.
إن توقف المدد عن أهل غرناطة، والكلام عن الصلح، أضعفا الناس عام 897 هـ، ودخل فصل الشتاء، واشتد الغلاء، وأدرك الجوع الكثير من الناس، فسعى المسلمون إلى الصلح مع القشتاليين بشروط الضعفاء، وكان من بينها التأمين على الأنفس والأرزاق، غير أن ملك القشتالة ضرب عرض الحائط بها عند دخوله غرناطة، فانصرف أميرها أبو عبدالله إلى العدوة، وأما من تبقى من المسلمين، فقد أكرهوا على التنصر، أو الخروج مطاردين عام 894 هـ.
تصفح أيضًا: