رواية "أيام الطباشير" يتحدث فيها محسن الخجول عن نفسه، وكيف تدرج في دراسته منذ الطفولة إلى أن أنهى دراسته الجامعية. وبطبيعة الحال؛ فهناك أيام جميلة وأخرى عكس ذلك. تدور أحداث الرواية في أيام الطيبين على حد التعبير الدارج والتي كان يستخدم فيها الطباشير للكتابة على السبورة.
بدأت الرواية بالتحدث عن الفترة الضبابية في ذاكرة محسن في أول أيام دراسته في الروضة والأول الابتدائي، وترى الأحداث في المدرسة كما يراها الطفل محسن. فهو لم يستطع اقتحام المقصف، ولم يفهم لماذا كان هناك تنمر ضده من بعض الطلبة، ولم يستوعب كيف يلهو أخوه الأكبر منه مع أصدقائه بالعنف المتبادل والذي يسمى مزاحا.
ما أن بدأ محسن يألف محيطه ويستوعبه فإذا بأبيه ينتقل مع عائلته إلى مدينة أخرى، ويبدأ محسن الخجول في ممارسة تحدي استيعاب محيطه، وتكرر مثل هذا الانتقال مرة أخرى في الصف الرابع. وتنقل في المدرسة المتوسطة مرتين. ولم يكتب له الاستقرار إلا في الثانوية. ولسوء حظه تعثر في دراسته الجامعية الأمر الذي اضطره إلى الانتقال إلى جامعة أخرى. ظل في تحد مستمر لكي يألف محيطه ويتماهى معه. لكن آلى محسن على نفسه عندما دخل الجامعة أن يتوقف عن الخجل وأن لا يجامل أحدا.
يتسم الكتاب بالفكاهة، كيف لا والرواية تتحدث عن أيام الطفولة وبراءتها، وعن اندفاع الشباب وأخطائهم ومغامراتهم في الدراسة، وعن الفنون العبثية والرسومات التي احتفظ فيها محسن بها منذ أيام الدراسة.
ترى محسن في الرواية وهو ينتقل من الطفولة إلى الرجولة، وترى أنواع المدرسين والطلبة الذين اختلفت مشاربهم من منطقة إلى أخرى ومن المدرسة إلى الجامعة. وكيف احتك مباشرة مع أصدقائه في الجامعة بالسكن معهم، وكيف مارس الحياة الجامعية بأدق تفاصيلها.
تقوم الرواية برحلة زمنية مدرسية في أيام الطيبين لطالب منذ دخوله إلى عالم الدراسة والخروج منه، وتعكس الصورة الواقعية للطالب في مراحل مختلفة، وأنواع التحديات التي يواجهها، والتي في جوهرها لا تختلف عن أي زمن، فالدراسة هي ملحمة كل طالب حتى ينتهي منها.