المرأة في حياة النبي

المرأة في حياة النبي

لم تكرم المرأة في أي عصر وزمان كما كٌرمت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث حمل رسالة سامية لرفعة المرأة ومكانتها ولم يكن الأمر مجرد كلمات بل تجسدت كل معاني تلك الكلمات في أبهى صورها في حياة النبي حيث كان قدورة للمساواة والعدل، فكانت للمرأة دور في بناء صرح الإسلام بداية من السيدة خديجة التي كانت أول درع وأمان ودعم، وصولًا إلى السيدة عائشة الفقيهة والعالمية وذلك مرورًا بنساء الصحابيات وغيرهن من النساء اللواتي شاركن في جميع مراحل الرسالة النبوية، فقد كان النبي قائدا ألهم النساء آمن بهم وقدراتهم حيث منحهم جميع حقوقهم في زمن لم يكن لهم أي حق حتى بالحياة.

المرأة في حياة النبي

تعد المرأة في حياة النبي ركيزة أساسية ونور ساطع ولم تكن مجرد هامش أو تابع، بل تعكس لنا السيرة النبوية كيف كانت شريكًا فعلًا في بناء الشخصية وتلقي الوحي ونشر دعوة الإسلام السرية والعلنية وتأسيس المجتمع الإسلامي وغيرها من  المهام المختلفة التي قامت بها المرأة في عصر كانت توأد فيه وليس لها حق في الحياة وتحرم النساء من أبسط حقوقهم.

فقد امتد تأثير المرأة وفعاليتها منذ نعومة أظافره، فقد ولد النبي يتيمًا ولكنه حظى برعاية من نساء عظيمات مثل السيدة آمنة بنت وهب والتي كانت والدة الرسول وبالرغم من أنها تركته مبكرًا لكنها كان لها أثرًا عظيمًا عليه، والسيدة حليمة السعدية مرضعة النبي التي احتضنته لسنوات والتي كانت لها تأثير كبير في تكوين النبي وكذلك أم أيمن “بركة بنت ثعلبة” التي تعد الأم البديلة له والتي قدمت له الحب والحنان طوال حياته.

لم يتوقف دور المرأة هنا بل بدأ من هنا ثم كان لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم دور محوري في حياته ونشر رسالته:

  • السيدة خديجة بنت خويلد: أول زوجات الرسول وأول حب له وأحبهم إليه، فقد كانت أول من آمن به وقدم له الدعم وصدقه، فكانت تقدم له الدعم النفسي والمالي في أصعب الظروف حتى نزول الوحي، فقد كانت شريكته أكثر من 20 عامًا ولم يتزوج عليها قط في حياتها، الأمر الذي يعكس مكانتها العظيمة في قلبه، فقد كان يذكرها بالخير ويفي بالخير لصديقاتها حتى بعد وفاتها.
  • السيدة عائشة بنت أبي بكر: العالمية والفقيه وأحب النساء له بعد السيدة خديجة كانت تتميز بذكائها وعلمها الكبير، فكانت من أشهر رواة الحديث النبوي وتعد مرجعًا أساسيًا للصحابة في الكثير من الأحكام الشرعية وأمور الدين.
  • السيدة أم سلمة (هند بنت أبي أمية) رضي الله عنها:المرأة التي عرفت برجاحة عقلها وحكمتها فكان لها العديد من المواقف الحكيمة أشهرها موقفها في صلح الحديبية فقد أشار الرسول بحكمتها، فقد كان لها الخير للمسلمين.

كما يوجد العديد من الشخصيات الزوجات والنساء اللواتي ساهمن في الإسلام والتي ذكرت في السيرة النبوية بشكل تفصيلي يعكس مدى أهمية دورهم في الإسلام وكيف كانوا أمهات وزوجات وأخوات ذوات خلق قيم وعلم ضخم ينتفع به.

كتب عن المرأة في الإسلام

نقدم لك مجموعة من الكتب التي أوضحت مكانة المرأة ليست في السيرة النبوية فحسب بل في القرآن والإسلام بشكل عام، لتدرك قيمة ومكان المرأة التي أعدها الإسلام والتي تأتي منافية لكل من يحاول تضليل صورة الإسلام بكونه قيد المرأة وحريتها:

  • المرأة في السيرة النبوية: يتحدث عن أعلام النساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم تبين فيها مشاركة المرأة في رفع راية الإسلام والمسلمين واعتمد المؤلف على كتب التاريخ والسير التي تهتم بهذا المجال وعلى رأسها مجموعة البداية والنهاية لابن كثير وكذلك الطبقات لابن سعد وغيرها كثير، وقد تعمد المؤلف ذكر من لهم علاقة مباشرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال مراحل حياته عليه الصلاة والسلام من الطفولة حتى النبوة ومراحل الدعوة ومشاركة النساء وعلى رأسهم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
  • قصص المرأة في القرآن الكريم: يتناول هذا الكتاب للعديد من القصص التي تتعلق بنساء المسلمين في عهد الإسلام، وفي كل قصة سوف تستخلص كيف كرمهم الله ورسوله في جميع مناحي الحياة.
  • فقه السنة للنساء كل مايهم المرأة في أحكام دينها: يتناول هذا الكتاب الأحكام الشرعية التي يجب على المرأة المسلمة الالتزام بها والتي بدورها تنظم حياتها لتحيا حياة سوية وفقًا للأحكام الربانية والنبوية.
  • حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية: يتناول هذا الكتاب أهم الحقوق التي تمتعت بها المرأة خلال فترة السيرة النبوية، وكيف تحولت حياتها من كونها ليس لها حق الحياة إلى امرأة لها مكانتها في أسرتها ومجتمعها تلعب دور كبير في جميع المشاركات الاجتماعية المختلفة.

التعامل النبوي مع المرأة: منهج نبوي في التكريم والاحترام

كان النبي هو القدوة والنموذج الفريد في التعامل السوي مع المرأة في منهج نبوي متكامل قائم على التكريم والعدل والرحمة والاحترام في كل جوانب الحياة، فلم يكن هذا المنهج مجرد كلما بلفي العديد من المواقف اليومية التي تجسد نظرة الإسلام والنبي للمرأة:

  • التقدير والتكريم من خلال توصية الرسول الأخيرة بالمرأة في حجة الوداع “استوصوا بالنساء خيراً” والتي كررها أكثر من مرة، للإشارة للإحسان لهن في كل الأمور، وكذلك تكريم الأم عندما قدمها على الأب في البر ثلاث مرات ندما سُئل: “من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”.
  • الاحترام المتبادل والاستماع من خلال مشاركتها في كل ماهو الحياة مثل استشارة أم سلمى رضي الله عنها في صلح الحديبية وغيرها العديد من المواقف وكذلك الاستماع للشكاوى والرد على استفساراتهم.
  • الرحمة والرفق في التعامل اليومي حيث كان الرسول يمازح زوجاته ويلاطفهن ويلعب معهم مثل سباقه مع السيدة عائشة، كما شبه النساء القوارير في مقولة شهيرة رفقًا بالقوارير” والتي جاءت كناية عن رقة قلوبهم وحاجتهم إلى اللطف في التعامل.
  • حذر من العنف والإيذاء بل وأكد أن خير الرجال من لا يسيء لأهل بيته “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.

عكست لنا السيرة النبوية مكانة المرأة في حياة النبي وكيفية التعامل النبوي مع المرأة من تكريم واحترام وفخر، فقد كان الإسلام والنبي رسالة واضحة بمنع الوأد وأن المرأة ليست مجرد تابعة وإنما أوضحوا المساواة والعدل بينها وبين الرجل وأنها لا تقل أهمية بل لا يمكن ان يكتمل دور المرأة بدورها، وهذا يتضح بتوصيات النبي بمعاملة المرأة برفق والعاقبة الإلهية لظلم المرأ.

اقرأ أيضًا: