الذي دعا الحافظ السخَاوي إلى تأليف الكتاب سببان جوهريان ذكرهما في خطبته، الأول: ما أشار إليه في خطبة الكتاب، فلقد ذكر أنه جمع هذا الكتاب وألَّفه من أجل التماس أحد الأعيان المحبِّين له، دون أن يشير إلى اسمه أو يُعرِّف به، والثاني: ما أشار إليه أيضًا مِن أنه اطلَّع في أول حياته على كتاب "ذخائر العُقبى في مناقب ذوي القُربى"، للمحبِّ الطَّبريِّ، ثم إنه تطلَّبه وَبَحَثَ عنه فلم يجد مَن يخبره عنه شيئًا، فدعاه هذا الأمر إلى التَّشمر والجدِّ.
من أسباب اختيار هذا المؤلف أن الطبعات الموجودة منه هي تكرار للطبعة الأولى التي أصدرها السيد أسعد طرابزوني عام ١٣٧٦ هـ / ١٩٥٧ م، والذي له فضل الريادة في نشره والتعريف به، وقد أخرجه من مخطوطة ناقصة، ما زالت الوحيدة المعروفة، واجتهد المركز في البحث عن نسخة أخرى فلم يجدها حتى الآن، وتبين له من مقارنة المخطوطة بالكتاب المطبوع أن الكتاب كان محكومًا بظروف نشره، فوقع فيه سقط وتحريف وتكرار وغير ذلك من عثرات الريادة وضعف المنهجية وندرة الاحتكام إلى مصادر المؤلف.
الكتاب يؤرخ لنحو تسعة قرون من تاريخ المدينة المنورة وأحداثها، حيث درسها دراسةً شاملةً جغرافية وبشرية، وطبوغرافية، وترجم لكل شخص جاء إلى المدينة المنورة وله شأن، منذ الجاهلية حتى نحو 900هـ.