لا شك أن كلمة ابن خلدون هذه تعبّر أدق تعبير عن معنى علم التاريخ، وتعرِّفه تعريفاً مفصَّلاً يقترب من معظم التعريفات المعاصرة، وإذا كان علم التاريخ هو هكذا كما عَرَّفه ابن خلدون، فلا شك أن عامَّة الناس وخاصَّتهم أكثر حاجةً إلى معرفته من معظم العلوم الأخرى.
في هذا الكتاب إيجاز لعلم التاريخ عند الغرب وأهله، ونظراتهم فيه ومذاهبهم في درسه وفهمه، وقد اجتهدت في أن أوجز الكلام فيه قدر الطاقة، ورجوت أن ينفع الله به أهل التاريخ ممن فرغوا له وتخصصوا فيه، وكذلك أهل الفكر عامة ممن تستهويهم كتب التاريخ ويطلبون من قراءته زادًا للعقل وعتادا لمعرفة أسرار الحياة.