حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close
    العودة للكل

    هل تعلم من علم الرسول القراءه والكتابه

    من علم الرسول القراءه والكتابه

    من علم الرسول القراءه والكتابه؟ في سياق التدوين والبحث في القرآن الكريم، تم تقديم تفسير يعرض فكرة تأثر القدرة على القراءة والكتابة لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب أميته. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن هذا التفسير يُعَد تفسيرًا سطحيًا وغير عميق، ولم يتم دعمه بأدلة قوية أو حجج منطقية. عندما ننظر بعمق في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تشير إلى قدرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على استقبال الوحي ونقله بدقة وأمانة. وهناك دعم تاريخي وشواهد من التفاسير الكلاسيكية التي تؤكد على هذه القدرة لديه. لذا، يتوجب علينا أن نعامل هذا التفسير الإنشائي بحذر ونضع في اعتبارنا أنه ليس لديه أسس متينة. يجب أن نستند إلى البحث والدراسة الجادة واعتماد المصادر الموثوقة لفهم القرآن الكريم بشكل صحيح وتجنب الانجراف في التفسيرات السطحية وغير المؤسسة.

    من علم الرسول القراءه والكتابه

    سنجاوب على سؤال من علم الرسول القراءه والكتابه؟ خلال مقالنا. من يذهب إلى أنه عليه السلام لا يقرأ ولا يكتب يسندون فهمهم إلى دليلين وهما:

    أولها: في السياق القرآني، يُستخدم مصطلح "أمي" لوصف الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضًا للإشارة إلى بعض العرب بوصفهم "أميين". ومع ذلك، يجب أن نفهم أن هذا المصطلح في القرآن لا يُفهم ببساطة على أنه يشير إلى عدم القدرة على القراءة والكتابة. 

    بالفعل، كان هناك أفرادًا من أهل الكتاب الذين كانوا أميين ومع ذلك كانوا يتقنون الكتابة. يُشير الاستاذ ناصر الدين الأسد في كتابه "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" إلى هذه الحقيقة ويقدم أدلة تاريخية تؤكد ذلك بوضوح. يمكن العثور على تفصيل أكثر حول هذا الموضوع في الصفحة 43 وما بعدها من الكتاب.

    لذا، يجب علينا أن ننظر إلى معنى الأمية في السياق الثقافي والتاريخي الصحيح وعدم الانتقاص من قدرة النبي صلى الله عليه وسلم أو أي شخص آخر على التعلم والمعرفة بناءً على مجرد تصنيفهم كـ "أميين".

    ثانيًا: يُشير الحديث الشريف، والمروي في صحيح البخاري وصحيح مسلم، إلى أن المسلمين في تلك الفترة اعتمدوا على رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر القمري، بدلاً من الاعتماد على الحسابات الفلكية المدونة. يتناول الحديث مسألة دخول الشهر القمري بالهلال، وقد تم التأكيد على هذا الأمر بواسطة الحديث الذي يقول: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرون ومرة ثلاثين". وهذا يشير إلى أن العرب في تلك الحقبة لم يكونوا يمتلكون كتبًا في الفلك أو في مجالات أخرى، وبالتالي اعتمدوا على الرؤية البصرية للهلال.

    ومع ذلك، يجب أن نفهم أن مصطلح الأمية في هذا الحديث لا يشير بالضرورة إلى عدم القدرة على القراءة والكتابة بشكل عام. فبالفعل، كانت هناك أدلة تاريخية تشير إلى انتشار الكتابة في المدن العربية الكبرى مثل مكة والحيرة ويثرب والطائف والأسواق التجارية. وحتى في العصر الحالي، ما زلنا نعتمد على رؤية الهلال لتحديد بداية شهورنا، على الرغم من التقدم التكنولوجي والاستفادة من التقنيات الحديثة.

    أدلة إتقان الرسول صلي الله عليه وسلم للقراءة والكتابة 

    لمن يسأل على من علم الرسول القراءه والكتابه؟ أقيد أدلة تؤكد أنه كان صلى الله عليه وسلم يتقن القراءة والكتابة هي الأدلة الآتيه:

    أولها: لا يمكن أن نُفهم أن حفيد عبد المطلب في مرحلة طفولته كان يُظهر ضعفًا في مهارات القراءة والكتابة في مكة المكرمة، وهي مدينة تحمل ثقلًا ثقافيًا وتجاريًا كبيرًا. تميزت مكة بوجود أسواق نابضة بالحياة وتداولات تجارية نشطة، مما جذب تجارًا وحجاجًا من جميع الاتجاهات.

    بالإضافة إلى ذلك، كان عبد المطلب ذو مكانة اجتماعية مرموقة في مكة وكان غنيًا ومُحترمًا. من المنطقي أن نفترض أن حفيده كان مُلهمًا بالتعليم وكان لديه مهارات قراءة وكتابة قوية. في هذا السياق، يمكن أن نستنتج أن حفيد عبد المطلب كان يمتلك مهارات جيدة في القراءة والكتابة في هذا المجتمع الذي اعتمد بشكل كبير على الثقافة والتجارة.

    ثانيها: يعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم شخصية تاريخية استثنائية، وهناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أنه كان ملمًا بمهارات القراءة والكتابة. على سبيل المثال، قبل بعثته النبوية، كان يتعامل مع التجارة ويدير أموال زوجته خديجة رضي الله عنها بحكمة ودقة. هذا يُظهر معرفته بمفاهيم الأعمال التجارية والحسابات.

    بالإضافة إلى ذلك، سورة البقرة في القرآن الكريم تحتوي على آية مداينة تتعامل بشكل مفصل مع مسائل تجارية وقوانين الديون المؤجلة. هذا يشير إلى قدرته على التفكير الاقتصادي والتشريع.

    كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتعامل مع الأمانات التي يُودعها الناس لديه بأمانة وصدق، وهذا يتطلب قدرة على القراءة والكتابة لتسجيل وإدارة هذه الأموال والأشياء.

    بالاعتماد على هذه الحقائق التاريخية والقرآنية، يمكن القول بثقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ماهرًا في القراءة والكتابة، وكان لديه المعرفة والتمويل الكافيين للتعامل مع التجارة والأموال بكفاءة.

    ثالثا: ورد في صحيح البخاري قوله عليه السلام لجبريل في غار حراء «ما أنا بقارئ» وفي رواية سيرة ابن إسحاق روى العبارة السابقة وأضاف إليها «ما أقرأُ»، وهاتان الروايتان لا تؤكدان عدم قدرته على القراءة بل تفيدان دهشته من الأمر الفجائي « اقرأ « ، ثم التساؤل عما يقرأ، وجاء ذلك مؤكدًا بالآية «اقرأ باسم ربك الذي خلق» أي اقرأ باسم ربك، الذي علمك القراءة والكتابة. هل يمكن أن نتصور أنه لا يعرف القراءة والكتابة وهو الذي أُمِرَ بهما؟ لدينا الحق في أن نسأل الذين ينكرون قدرته على القراءة، هل أجاب على الأمر الإلهي وتجاوب معه بالفعل؟ هل صدع بما أُمِرَ به وأظهر قدرته على القراءة والكتابة؟.

    رابعا: بالنظر إلى المعنى الأكثر تأثيرًا للقراءة، فإنها تعني تتبع الكلمات المكتوبة ونطقها، وتتطلب وجود شيء مكتوب لتكون قابلة للقراءة. يمكن فهم الآية التالية في هذا السياق: "وَقُرْآنًا فَرَّقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا" (الإسراء، 106). قد يعني القراءة هنا تلاوة ما تم حفظه، وهذا الاحتمال لا ينفي المعنى الحقيقي في رأينا. فإن التكليف الرباني للرسل لا يقبل التفسير المجازي.

    خامسا: يعتمد معظم المفسرين على الآية التالية لإثبات أمية الرسول في القراءة: "وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" (العنكبوت، 48). هذه الآية صريحة في نفي قراءة أو كتابة أي كتاب مُنزَل سابقًا مثل صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل. وعلى الرغم من أن الآية تشير إلى التلاوة، إلا أنها لم تنفِ القراءة والكتابة بشكل كامل. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب في غير الكتب الدينية المنزلة قبله. وهذه الآية تكفي لنفي معرفة الرسول بأي كتاب مُنزَل قبله، وبالتالي استشهادنا بها ليس لإثبات أمية القراءة والكتابة بشكل عام، وإنما لنفي قراءة الكتب المقدسة السابقة أو النقل الخطي عنها.

    سادسا: في الآيتين المذكورتين: "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الفرقان 5، 6)، يتهم مشركو مكة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه اكتتب أساطير الأولين وأنها تُمْلى عليه. والفعل "اكتتب" يدل بوضوح على أنه بذل الجهد وسعى للكتابة. لذلك، إسناد هذا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم هو إسناد حقيقي وليس مجازي كما ادّعى بعض المفسرين. فهل كان لمشركي مكة أن يتهموه بالكتابة إذا كانوا يعلمون أنه لا يقرأ ولا يكتب ويعرفون تفاصيل حياته جيدًا؟ وعندما جاء الرد في الآية الثانية، لم ينفِ الله عنه مسألة الكتابة بشكل عام، بل اكتفى بأن يبين لهم أن القرآن منزل من الله. ولعلهم حكموا على القرآن بأنه أساطير الأولين اكتتبها لأنهم لم يقرؤوه من قبل وظنوا أنها أساطير الأولين.

    سابعا: يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب بنفسه الرسائل والمعاهدات، وهذا أمر طبيعي في حالة الشخصية القيادية التي تتعامل مع عدد كبير من الأشخاص وتحتاج إلى التركيز على العديد من الأمور. ففي ذلك الوقت، كان هناك أكثر من أربعين كاتبًا للوحي يكتبون الأوامر والمعاهدات تحت إشراف النبي صلى الله عليه وسلم. وكان في ذلك الزمان ندرة في أدوات الكتابة، لذا كان من الأسلم والأسهل أن يعتمد على هؤلاء الكتَّاب لتوثيق الرسائل والمعاهدات.

    ثامنًا: يروى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحث أصحابه على تعلم القراءة والكتابة. ومن الأمثلة على ذلك أنه طلب من كل أسير من أسرى مشركي قريش أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين بعد غزوة بدر. هذا يعكس حرص النبي على تطوير المجتمع المسلم وتوفير الثقافة والتعليم للأفراد.

    وعلى الرغم من أنه كان هناك كتب وقراء في مكة، وبعض الأسرى المكيين كانوا يتقنون القراءة والكتابة ويعلمونها، إلا أن هناك بعض الأفراد في قريش لم يكونوا يتقنونهما. وربما يكون هذا مرتبطًا بعدم توفر الفرص التعليمية في بعض الأحيان أو عدم الاهتمام بالتعليم من قبل بعض الأفراد.

    بعد ذلك، يُشدد على أن الاعتقاد بعدم قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم على القراءة والكتابة هو نوع من الجهل والتعصب الثقافي. فقد كان المفسرون هم الذين فهموا هذا المعنى وأدركوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقن البحث في الدلالة الإيحائية لجمالية البيان العربي. ومن ثم، تعرضت الأمة لظواهر سطحية في التفكير، حيث تكررت الدعوات والمحاضرات الهادفة لإثبات أمية الرسول صلى الله عليه وسلم في القراءة والكتابة، دون وجود دليل واضح وقاطع من القرآن الكريم أو برهان عقلي جلي أو حديث صريح يثبت ذلك.

    ويمكن أن نقدم ردًا على هذه الحجة التي تنفي قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم على القراءة والكتابة بزعم أن القرآن ليس من تأليفه. فعندما ننظر إلى تاريخ قريش وكيف تعاملوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد أنهم لم يتهموه بتأليف القرآن، على الرغم من تناقضهم في وصفه. حتى قيل من قائلهم: "إنه يعلو ولا يُعْلَى عليه". وهذا يدل على أنهم اعترفوا بأن القرآن لا يمكن أن يكون من صنع بشري.

    وبالتالي، لا يوجد أي ضرر في قول أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب. فهل سيجعل ذلك الناس يخرجون من دين الله جماعات؟ وهل الاعتقاد بأنه كان أميًا سيجعل غير المسلمين يدخلون في الدين وهم لم يقرؤوه؟ بالطبع لا، فالإيمان والدين ليسا مبنيين على القدرة الشخصية للرسول على القراءة والكتابة، بل هما مبنيين على الرسالة الإلهية والحقائق الروحية التي يحملها القرآن.

    وبعدما تحدثنا عن من علم الرسول القراءه والكتابه. في البداية، يجب أن نفهم أن معنى الأمية في البداية اللغوية ليس مجرد عدم القدرة على القراءة والكتابة. بل يتعلق الأمر بتصفية العرب في سياق الحديث عن أهل الكتاب، الذي يشير إلى اليهود والنصارى، الذين لم ينزل عليهم كتاب سماوي. وبالتالي، يتم استخدام مصطلح "الأميون" للإشارة إلى العرب الذين لم يكونوا أهل الكتاب.

    ومن هنا، نستطيع أن نفهم أن الله بعث نبيًا أميًا من بين الأميين، وهذا يعني أنه ليس لديه القدرة على القراءة والكتابة كما يعتقد البعض. ويمكننا أن نجد مثالًا في القرآن الكريم، حيث يوصف بعض أهل الكتاب بالأمية الضلالية، بسبب انحرافهم عن أوامر الله ولأنهم يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يدعون أنه من عند الله "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ" (البقرة، 78، 79). فـ الرسول عليه السلام كان له قدرات استثنائية في القراءة والكتابة، ولم يكن على مستوى الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة. فقد ذُكر في القرآن الكريم كثيرًا عن القراءة والكتابة، واستخدمت العديد من المرادفات لها.

    ويمكننا أن نشير إلى أن الله تعالى أشار في عدة آيات إلى فعل الكتابة بنفسه، مثل "كتبنا"، وأنه أقسم بالقلم وبما يسطرون.وبالتالي، يمكننا أن نفهم أن الرسالة التي نزلت على الرسول عليه السلام كانت منبثقة من الله تعالى، الذي هو مصدر الحكمة والعلم. وهذا يعني أن الرسول عليه السلام كان معلمًا ومعلمًا بارعًا، وأن الكتاب المقدس الذي نزل عليه هو دليل على ذلك.

    في النهاية وبعد التعرف على من علم الرسول القراءه والكتابه، يجب أن ندرك أن قدرة الرسول عليه السلام على القراءة والكتابة كانت جزءًا من رسالته الإلهية، وأنه منحه الله هذه القدرة ليكون قدوة ومعلمًا للأمة.



    التعليقات
    اترك تعليقاَ اغلاق