حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close
    العودة للكل

    من هو وهبه الزحيلي؟

    وهبه الزحيلي

    كمقدمة نود أن نقول في تاريخ الإسلام، تبرز إسهامات علماءه بشكل بارز، حيث قدموا إسهامات هامة في ميادين العلم والدين. علماء الإسلام لعبوا دوراً حيوياً في فهم وتفسير القرآن الكريم والحديث النبوي، وساهموا بشكل كبير في تطوير العلوم الإسلامية مثل الفقه، والتفسير، وعلم الحديث. بفضل مساهماتهم، تطوّر الفكر الإسلامي وازدهرت المدارس العلمية، وأسهموا في بناء قواعد العدالة والأخلاق في المجتمعات الإسلامية. يُعتبرون مصادر إلهام للمسلمين، حيث قدموا نموذجاً للتفاني في البحث عن الحقيقة وتطوير المعرفة. ومن العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في الدين الإسلامي وهبه الزحيلي. سنتحدث عنه في هذه المقالة، تابعونا.

    من هو وهبه الزحيلي؟

    ولد وهبه الزحيلي في بلدة دير عطية قرب دمشق عام ١٩٣٢م، ووالده كان حافظًا للقرآن الكريم ورجلًا حازمًا في أعماله، مُكرسًا للسنة النبوية، وكان يعيش حياة مزدحمة بين الزراعة والتجارة.

    حياته الزوجية

    كانت حياته الزوجية مليئة بخمسة أبناء، جميعهم أكملوا مسار التعليم الجامعي، إلا الأخير الذي انقطع في منتصف الدراسة.

    رحلته الدراسية

    بدأ رحلة وهبه الزحيلي  العلمية بدراسته الابتدائية في بلدته، ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية في الكلية الشرعية بدمشق، حيث تصدر القائمة بتفوقه وحصوله على المركز الأول في جميع طلاب الثانوية الشرعية في عام ١٩٥٢م. كما حصل على الثانوية العامة بفرعها الأدبي.

    واصل رحلته العلمية في كلية الشريعة بالأزهر، حيث حصل على الشهادة العالية وتفوق فيها في عام ١٩٥٦م. ثم حصل على إجازة التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر، مما جعله يمتلك شهادة تدريس.

    تابع دراسته في علوم الحقوق ونال ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد في عام ١٩٥٧م. حصل على الماجستير من معهد الشريعة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة في عام ١٩٥٩م، ونال شهادة الدكتوراة في الحقوق (الشريعة الإسلامية) عام ١٩٦٣م بتقدير الشرف الأولى مع توصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأجنبية.

    انطلق في مسيرته التدريسية، حيث عُيِّنَ مدرسًا بجامعة دمشق عام ١٩٦٣م، وتقلد المرتبة إلى أن أصبح أستاذًا في عام ١٩٧٥م. بذل جهدًا كبيرًا في التدريس والكتابة والتوجيه، وكان يلقي محاضرات عامة وخاصة، مُكرسًا يومه للعمل لمدة ١٦ ساعة.

    تخصص وهبه الزحيلي العلمي

    في ميدان الفقه وأصول الفقه، يقدم تدريساً دقيقاً في جامعة دمشق، حيث يتخذ التخصص في هاتين الفروع، بالإضافة إلى تدريس الفقه المقارن. يُحاضر في كلية الشريعة ويشرف على مقررات الفقه وأصول الفقه، بينما يُلقي محاضرات في مواد الشريعة بكلية الحقوق.

    يُكرس اهتمامه للدراسات العليا في هذه المجالات، مما يجعله مشغولاً بالتوجيه والبحث العلمي. بتأطيره لمقررات الفقه وأصول الفقه، يسعى إلى نقل المعرفة بشكل دقيق وتعميق الفهم في هذه العلوم لدى الطلاب.

    مشايخه وأساتذتُه وتلامذته

    تعدد شيوخ الدكتور وهبة الزحيلي فمنهم شيوخ من دمشق ومن مصر.

    فمن شيوخه من دمشق

    تلمح شيوخه في دمشق إلى مدى تنوع تركيبة تعليمه واستنارته الدينية. يشمل هذا التنوع الشيوخ المرموقين مثل الشيخ محمود ياسين في الحديث النبوي، والشيخ محمود الرنكوسي في العقائد، والشيخ حسن الشطي في الفرائض.

    تمتد تأثيراته في الفقه الشافعي من خلال الشيخ هاشم الخطيب، وفي أصول الفقه ومصطلح الحديث عبر الشيخ لطفي الفيومي. وتشمل القائمة أيضًا شخصيات مرموقة مثل الشيخ أحمد السماق في التجويد، والشيخ حمدي جويجاتي في علوم التلاوة.

    لا يقتصر إرثه الديني فقط، بل يشمل أيضاً علماء في اللغة والأدب والتاريخ، مع وجود شخصيات مرموقة مثل الشيخ حسن حبنكة والشيخ صادق حبنكة الميداني في علم التفسير، والشيخ صالح الفرفور في علوم اللغة العربية.

    ويُظهر الاهتمام بالتعليم العصري والعلوم الحديثة من خلال شخصيات مثل الدكتور ناظم محمود نسيمي وماهر حمادة في التشريع، إلى جانب تواجد علماء في الكيمياء والفيزياء والإنجليزية. في الأدب، يُذكر الأستاذ نسيب سعد رحمه الله كأحد الشخصيات البارزة.

    بهذا يكون لديه مجموعة متنوعة من الأساتذة والعلماء الذين أثروا في مجالات مختلفة من العلم والتعليم.

    ومن شيوخه المصريين

    شيوخه يشكلون مرجعًا فريدًا للعلم والتعليم، حيث يبرز الإمام محمود شلتوت بوصفه شيخ الأزهر والإمام الدكتور عبد الرحمن تاج، والشيخ عيسى منّون عميد كلية الشريعة، والشيخ جاد الرب رمضان في الفقه الشافعي، ومحمود عبد الدايم في الفقه الشافعي.

    وفي أصول الفقه، يبرز الشيخ مصطفى عبد الخالق وشقيقه الشيخ عبد الغني عبد الخالق، والشيخ عثمان المرازقي، والشيخ حسن وهدان، والشيخ الظواهري الشافعي، ومصطفى مجاهد. وفي فقه العبادات يظهر الشيخ محمد علي الزعبي.

    في جامعة عين شمس، يشير إلى الشيوخ والأساتذة الذين ساهموا في تشكيل مساره الأكاديمي، مثل الشيخ عيسوي أحمد عيسوي، وزكي الدين شعبان، وعبد المنعم البدراوي، وعثمان خليل، وسليمان الطماوي، وعلي راشد، وحلمي مراد، ويحيى الجمل، وعلي يونس، ومحمد علي إمام، وأكثم الخولي، وغيرهم.

    هؤلاء العلماء والأساتذة يشكلون تركيبة تعليمية غنية ومتنوعة، ساهموا في تنمية مسيرته العلمية والعملية بشكل شامل.

    ومن تلامذته

    الدكتور محمد الزحيلي، شقيقه، والدكتور محمد فاروق حمادة، والدكتور محمد نعيم ياسين، والدكتور عبد الستار أبو غدة، والدكتور عبد اللطيف فرفور، والدكتور محمد أبو ليل، والدكتور عبد السلام عبادي، والدكتور محمد الشربجي، والدكتور ماجد أبو رخية، والدكتور بديع السيد اللحام، والدكتور حمزة حمزة، وغيرهم من الأساتذة في كلية الشريعة في الجامعة، ومئات من مدرسي التربية الدينية في وزارة التربية.

    أكثر من 40 جيلًا تخرجوا تحت إشرافه في سورية، وبعضهم في ليبيا والسودان والإمارات العربية. تأثيرهم لامس العديد من البلدان، حيث تلقى آلاف الأشخاص تعليمهم في المشرق والمغرب، وحتى في أمريكا وماليزيا وأفغانستان وإندونيسيا. كان لهم دور كبير في تعليم الفقه والأصول والتفسير، وأثرهم يظهر في خريطة تلاميذهم الواسعة والمتنوعة.

    ومن كتب الدكتور وهبه الزحيلي

    "التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج" من تأليف الدكتور وهبة الزحيلي، وقد نُشر بواسطة دار الفكر في دمشق، سورية، ودار الفكر المعاصر في بيروت، لبنان. الطبعة الأولى صدرت في عام ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م. يتألف الكتاب من 32 جزءًا، تشمل 30 جزءًا فعليًا وجزءين للفهارس.

    التفسير الوسيط للزحيلي

    المؤلف: د. وهبة بن مصطفى الزحيلي

    الناشر: دار الفكر - دمشق

    الطبعة: الأولى - ١٤٢٢ هـ

    عدد الأجزاء: ٣ (متسلسلة الترقيم)

    الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي

    الكتاب: "الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ" (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها)

    المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة

    الناشر: دار الفكر - سوريَّة - دمشق

    الطبعة: الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة)

    عدد الأجزاء: ١٠

    أعده للشَّاملة: أبو أكرم الحلبيّ عضو في ملتقى أهل الحديث

    وسطية الإسلام وسماحته - وهبة الزحيلي

    الكتاب: "وسطية الإسلام وسماحته"

    المؤلف: د. وهبة بن مصطفى الزحيلي

    الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

    عدد الصفحات (الكتاب الورقي): 39

    وفاة الدكتور وهبة الزحيلي

    توفي الدكتور وهبة الزحيلي يوم السبت 8 أغسطس 2015 - الموافق 23 شوال 1436 هـ، في دمشق بسوريا، عن عمر يناهز 83 سنة. وبذلك تعرفنا على قصة حياة وهبه الزحيلي وما ألفه ومر به طوال حياته.

    التعليقات
    اترك تعليقاَ اغلاق