حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close
    العودة للكل

    تعرف على تاريخ التفسير ومناهج المفسرين

    تاريخ التفسير ومناهج المفسرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلا بكم في مقالة جديدة نجيب فيها على تساؤلات بعض الباحثين عنها وهي تخص تاريخ التفسير ومناهج المفسرين وطبعا هذا أمرا شيق للبحث بشأنه وحقيقة إن مجال التفسير الإسلامي بحر واسع للغاية لا ينفد أبدا ونتمنى أن تكون مقالة اليوم مصدر معرفة وإثراء لكم وزيادة في المعلومات، تابعونا.

    تاريخ التفسير ومناهج المفسرين

    علم التفسير

    لكل شئ تاريخ والتفسير كذلك له تاريخ كما موضح في عنواننا "تاريخ التفسير ومناهج المفسرين" وفيما يلي سنتعرف على تاريخ التفسير أكثر:-

    التفسير في اللغة:

    الفعل الثلاثي "فَسَرَ" يُشير إلى عملية التفسير والشرح، ويتعدى ذلك ليشمل التأويل والإيضاح. فالتفسير يهدف إلى فهم المعاني العميقة للمواد، بما في ذلك تفسير القرآن الكريم، الذي يشمل شرح المعاني، وتوضيح البلاغة والإعجاز فيه، وكذلك بيان الأحكام والعقائد والحِكم الواردة فيه.

    وقد تعدّدت تعريفاته عند العلماء المُفسِّرين:

    والتفسير عند الأصفهاني يعني: إظهار المعنى المعقول.

    أما عند السيوطي فالسيوطيّ يعتبر تفسير القرآن الكريم علمًا يتضمن فهم الآيات، والوقائع، والقصص، والأحداث التي نزلت فيها، وتمييز النصوص المتشابهة والمحكمة، وتحديد الناسخ والمنسوخ، وفهم الأحكام الخاصة والعامة، وتحديد الحلال والحرام والوعيد والوعد المذكور فيها، والاستفادة من الأمثال والعبر المستفادة منها.

    أما أبو حيّان اعتبر التفسير كالبحث في كيفية نطق كلمات القرآن الكريم وتراكيبها، مع فهم المعاني التي تشير إليها، وهذا يعني التركيز على النحو والصرف والبلاغة لفهم النصوص القرآنية.

    بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا، يصف هذا التعريف التفسير على أنه العلم الذي يساعد على فهم ما هو مراد من كتاب الله، ويظهر من خلاله معانيه ويستنبط منه أحكامه، كما يساعد في تحديد الناسخ والمنسوخ واستخراج أصول الفقه وعلم القراءات وما يتعلق بها.

    نشأة تاريخ التفسير ومناهج المفسرين

    مر تاريخ التفسير ومناهج المفسرين في نشأته وتطوره بمجموعة من المراحل وفيما يلي توضيح لتلك المراحل:

    التفسير في عصر النبيّ والصحابة

    بدأ التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان القرآن ينزل مُفرَّقاً حسب الحوادث والوقائع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرح معاني الآيات المُنزَلة للصحابة، وكان أعلم الناس بالقرآن الكريم ومعانيه، وهو المصدر الأوّل في تفسير القرآن، ومن أمثلة تفسيره آيات القرآن كما في قول الله تعالى: "إذ قال: (فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ)"

    بعض الصحابة، رضي الله عنهم، اتخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم بالقرآن الكريم وشرحه، ومنهم ستة عشر صحابيًا كانوا أئمة في التفسير، وكانت آراء بعضهم في التفسير قليلة، في حين أن آخرين كانت لهم أفضلية في هذا المجال، وبذلك أصبحوا معتبرين في تفسير القرآن. من بينهم:

    عبدالله بن عباس، عبدالله بن مسعود، علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب.

    مع انتشار المسلمين وتوسعهم في الأمصار، وتنقل الصحابة إلى مختلف البلاد، نشأت في كل بلد ومدينة التي وصلوا إليها مدارس للتفسير. فكان ابن عباس في مكة، وأبي بن كعب في المدينة، وعبدالله بن مسعود في الكوفة، ومن هنا بدأ علم التفسير ينتشر من الصحابة إلى تابعيهم، ومنهم إلى تابعيهم، وهكذا. كانت الوسيلة الأولى لحفظ هذا العلم هي حفظه في الصدور، لأنها كانت الوسيلة الأهم لحفظ العلم ونقله.

    كانت إحدى مميزات عصر الصحابة -رضي الله عنهم- في التفسير هي قلة الاختلاف في فهم معاني القرآن، حيث كانوا يكتفون في تفسير الآية بالمعنى الإجمالي لها، وكان الخلاف المذهبي حول الآيات قليلاً. كان التفسير في عصرهم يتم على شكل رواية الحديث، ولم يُدوّن في ذلك الوقت، بل كان يحفظ بالسماع، وكان الصحابة قليلي الأخذ من أهل الكتاب في ذلك الوقت.

    التفسير في عصر التابعين

    عصر الصحابة يُعتبر المرحلة الأولى من مراحل التفسير، ومع انتهاء عصرهم بدأت المرحلة الثانية  من تاريخ التفسير ومناهج المفسرين من نشوءهم وتطورهم، وهي مرحلة التابعين الذين كانوا تلاميذا للصحابة، وكان القرآن الكريم مصدرهم الأوّل للتفسير في تلك الفترة، حيث كانوا يستنبطون تفسير القرآن من القرآن نفسه.

    بعد ذلك، تأثر أهل العلم بالسنة النبوية التي وصلت إليهم عن طريق الصحابة، وكذلك بتفسير الصحابة أنفسهم والمأخوذ من أهل الكتاب. وفي حال عدم وجود ما يكفي من المصادر السابقة، قاموا بالاجتهاد والنظر في كتاب الله تعالى. خلال هذه الفترة، نشأت عدة مدارس للتفسير في البلاد المفتوحة والأمصار المختلفة، ويمكن تلخيصها كما يلي:

    أوَّل هذه المدارس وأشهرها هي مدرسة مكة المكرمة، ومن بعدها تلاميذها مثل سعيد بن جبير، وعكرمة، وطاووس بن كيسان، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح.

    وثانيها هي مدرسة المدينة وتعدّ مدرسة المدينة واحدة من المراكز البارزة للعلم في العصر الإسلامي، حيث برز فيها عدد من أشهر المُفسِّرين من التابعين، بما في ذلك: أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومحمد بن كعب القرظي، وزيد بن أسلم.

    ثالثها مدرسة العراق ومدرسة العراق كانت من المراكز العلمية البارزة في العصر الإسلامي، حيث تلقى المُفسِّرون تعليمهم على يد الصحابيّ عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-. من بين أشهر المُفسِّرين الذين نشأوا في هذه المدرسة: مسروق بن الأجدع الكوفيّ، وقتادة بن دعامة السدوسيّ البصريّ، والحسن البصريّ، ومرّة الهمذانيّ.

    في هذه الفترة، كان المُفسِّرون يعتمدون على عمليتي التلقّي والرواية، بالإضافة إلى التمييز الذي كانت تتميز به كل مدرسة للتفسير من حيث تبعيتها لصحابي معيّن.

    التفسير منذ عصر التدوين إلى اليوم

    في بداية القرن الثاني الهجري، بدأ عصر تدوين التفسير مع انطلاق عملية التفسير الحديث؛ حيث كانت تُفرَد للتفسير أبوابٌ خاصّةٌ ضمن كُتب الحديث، وكان التدوين في هذه المرحلة يأخذ شكل التدوين بالإسناد؛ أي بذِكر سَنَد الأحاديث والأقوال المذكورة.

    مع استقلال العلم وانتشار الكتابة والتدوين، تطورت كتب التفسير بشكل مستقل عن كُتب الحديث، حيث بدأت هذه الكتب تُقدم الأقوالَ دون إسنادها إلى أصحابها؛ وهذا ما يُعرف بـ "اختصار الأسانيد"، وهو ما يعتبر سلبياً في بعض الأحيان، حيث أدى إلى ورود العديد من الأقوال الموضوعة وزيادة النقل من الإسرائيليات.

    استقلال هذا العلم كان بفضل عدد من العلماء، مثل ابن جرير الطبري وابن ماجة. كان التفسير في البداية مُعتمَداً على التفسير بالمَأثور، ولكن مع مرور الوقت بدأ التفسير العقلي؛ أي بالفَهم الشخصيّ، والرأي، والنَّظَر، ودخل في ذلك علم اللغة العربيّة والفِقه، كما دخلت في ذلك النَّزْعة العقليّة المَذهبيّة.

    في العصر الحديث، شهد التفسير تطورًا جديدًا حيث انتشرت المَطابع وتنشطت حركات التأليف في العلوم الإسلاميّة، مما أدى إلى ظهور نزعات تفسيريّة جديدة تأثرت بالأحداث والوقائع والاتجاهات في طريقة التفسير. ظهرت النزعة العِلميّة بإدخال النظريّات العِلميّة في تفسير القرآن، ورغم التحديات مثل بساطة العبارة والوصول إلى شريحة أوسع من الناس، إلا أن ظهرت تفاسير جديدة مثل تفسير المنار لمحمد رشيد رضا، وتفسير المراغي، والتفسير الحديث.

    في الختام لمقالتنا اليوم تاريخ التفسير ومناهج المفسرين يُظهر التطور الطويل لعلم التفسير كيف تطوّرت الأساليب والمناهج عبر العصور، من التفسير بالمأثور إلى التفسير العقلي والعلمي في العصر الحديث. وعلى الرغم من تنوّع الاتجاهات والمدارس التفسيرية، إلا أنها جميعًا تعكس السعي الإنساني المتواصل لفهم كلام الله وتطبيقه في حياتنا ونتمنى أن تكون مقالتنا قد أثرت معرفتكم ومعلوماتكم وكانت سببا في زيادة علمكم.








    التعليقات
    اترك تعليقاَ اغلاق