تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً هو تاريخ مليء بالأحداث المهمة والتغيرات العميقة التي شكلت هوية المدينة المقدسة. تُعتبر مكة المكرمة، بفضل موقعها الاستراتيجي كمركز تجاري وديني، واحدة من أقدس المدن في العالم الإسلامي، حيث وُلد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأُنزِل فيها القرآن الكريم. إن تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً يعكس تطوراً مستمراً في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، حيث كانت مكة مركزًا للحج والتجارة منذ العصور الجاهلية، ولا تزال تحتفظ بمكانتها حتى اليوم.
تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا
مع مرور الزمن، شهدت مكة المكرمة تغييرات جذرية من حيث العمران والتوسع، مما ساهم في تعزيز دورها كوجهة عالمية للمسلمين من جميع أنحاء العالم. إن تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً يُظهر كيف استطاعت المدينة التكيف مع المتغيرات، مع الحفاظ على تراثها الثقافي والديني. اليوم، تواصل مكة المكرمة جذب الملايين من الزوار سنويًا، مما يجعل من تاريخها المليء بالحيوية والتنوع جزءًا لا يتجزأ من تجربة الحج والعمرة، ويعكس أهمية هذه المدينة في السياق الإسلامي والعالمي.
في عام 1426هـ/2005م، اختيرت مكة المكرمة من قِبَل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لتكون عاصمةً للثقافة الإسلامية. ولكن هل يُعبر هذا التكريم عن مكانة مكة أم عن مكانة المنظمة نفسها؟
لا يمكن إنكار الجهود القيمة التي تبذلها المنظمة الإسلامية في تعزيز الثقافة الإسلامية وتطوير المدن الإسلامية وفقًا لرؤى ثقافية واضحة. ومع ذلك، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل تحتاج مكة المكرمة إلى تكريم إضافي وهي التي تحمل فوق كاهلها أوسمةً ونياشين دينية ودنيوية عديدة؟ في الواقع، قد يكون من الأنسب القول إن المنظمة هي التي تحتاج إلى تكريم من مكة، المدينة المقدسة التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - لتكون أول بيتٍ يُعبد فيه، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125].
تعتبر مكة المكرمة بمثابة قلب الأرض، فهي المركز الذي انطلقت منه الرسالات السماوية، وكعبتها المشرَّفة هي نقطة التقاء المسلمين من جميع أنحاء العالم. إن مكة هي أمّ الثقافات الإنسانية، حيث انطلقت منها أولى خطوات الحضارة والتراث، وهي المكان الذي شهد بداية قصة البشرية عندما نزل آدم - عليه السلام - إلى الأرض. فقد ورد في الروايات أن آدم، بعد هبوطه من الجنة، شعر بالخوف ورفع نظره إلى السماء، متوسلاً إلى الله، والذي أمره أن يبني بيتًا ويطوف حوله. انتهى به المطاف إلى وادي مكة، حيث شُيد البيت العتيق، الذي أصبح منذ ذلك الحين وإلى يوم القيامة مكانًا مباركًا يقصده الناس من كل حدب وصوب طلبًا للرحمة والمغفرة.
تظل مكة المكرمة رمزًا للروحانية والوحدة، وهي مدينة تحظى بتقدير واحترام كبيرين، سواء على المستوى الديني أو الثقافي، مما يجعلها في مكانة لا تضاهى بين مدن العالم.
تتحدث الروايات عن الجذور التاريخية لمكة المكرمة بشكل عميق، حيث تشير إلى أن الملائكة هم من قاموا ببناء بيت الله في هذا الموقع الذي يُعتبر مركز الأرض، ليكون مزارًا ومطافًا لهم. ومن هنا، تُعتبر مكة المكرمة واحدة من أعظم وأشهر المدن في العالم، ولم تحظَ أي مدينة أخرى بتكريم مثلما حظيت به مكة. يكفي أن نعلم أن الله باركها وجعلها أول مكان يُعبد فيه من قِبَل أبي البشر آدم - عليه السلام، واختارها جلَّ وعلا لتكون أكثر الأماكن قدسية وطهارة بين بقاع الأرض.
ومع مرور الزمن، أصبحت مكة قبلةً للمسلمين من جميع أنحاء العالم، بعد أن أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - بإعادة بناء البيت. كما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96].
على الرغم من اختلاف المؤرخين والرواة وأهل العلم والدين في تحديد زمن ظهور مكة إلى الوجود، إلا أنهم يتفقون جميعًا على أن مكة المكرمة ليست فقط مدينة عريقة، بل تعد من أقدم المدن في العالم، سواء المعروفة منها أو المجهولة. يُعتبر البيت الحرام، الذي يُعد اليوم واحدًا من أعظم المساجد وأكبر دور العبادة على وجه الأرض، أول بيت وُضع للناس لعبادة الله - عز وجل - فيه، وللهداية بفضله إلى الطريق المستقيم.
تعود جذور تأسيس مدينة مكة الصغيرة إلى النبي إبراهيم - عليه السلام، الذي وضع حجر الأساس لها. وفي عهد قُصَي بن كلاب، شهدت مكة توسعة ملحوظة حيث تم تنظيمها بعناية فائقة، مما جعلها مدينة مزدهرة ذات مساحات واسعة وشعاب كبيرة.
موقع مكة المكرمة
تقع مكَّة المكرَّمة في الجزء الغربي من جزيرة العرب، محاطة بالأودية والجبال، في بطن وادٍ ضيِّق يمتدُّ طوليًا، يُطلق عليه المكيون اسم وادي إبراهيم. تتميَّز عمران المدينة بتوزيع بيوتها على امتداد هذا الوادي، مما يُعطيها شكل الهلال الذي يميل إلى الاستطالة، حيث يتجه جانباه نحو سفوح جبل قعيقعان غربًا وجبل أبو قبيس شرقًا. تتمركز هذه المدينة المقدسة بين جبال وتلال قاحلة، ما يحيط بها بدائرة من الطبيعة القاسية.
يُعتبر جبل أبو قبيس من أضخم الجبال المحيطة بمكَّة، ويقع إلى الجهة الشرقية، حيث يطلُّ مباشرة على المسجد الحرام. وهناك كذلك جبال أخرى معروفة مثل قعيقعان وفاضح والمحصب وثور والحجون وحراء، والتي تشكل ملامح المدينة الداخلية.
المناطق المنخفضة في مكَّة تُسمى البطحاء، في حين يُعرف الجزء الذي ينخفض عن الحرم بـ"المسفلة"، والجزء الذي يرتفع عنه بـ"المعلاة". تقع مكَّة عند تقاطع درجتي العرض 21/28 شمالًا والطول 37/54 شرقًا، حيث ترتفع حوالي 280 مترًا فوق سطح البحر. وبالتالي، فإنها تتموضع ضمن سهل تهامة الساحلي الذي يمتد على طول ساحل البحر الأحمر، وتُعدُّ نقطة التقاء بين مناطق تهامة وجبال السروات.
مناخ مكة المكرمة
يمتاز مناخ مكة المكرمة بجفافه وحرارته الشديدة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 18 درجة مئوية في أشهر الشتاء، وتصل إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية في فصل الصيف. تشهد المدينة ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة خلال الصيف، بينما تكون الأجواء دافئة في فصل الشتاء، وذلك بسبب موقعها ضمن المنطقة المدارية الشمالية وتأثيرات المناخ المتوسطي والمناخ الموسمي الانتقالي، بالإضافة إلى تأثير البحر الأحمر على مناخها.
تتسم الرياح في مكة بالاتجاهات المختلفة، حيث تهب رياح شمالية غربية في الشتاء، بينما تكون شمالية شرقية وجافة في الصيف. ونظرًا لموقع مكة في وادٍ غير زراعي، اعتمد سكانها على الموارد الخارجية في تأمين احتياجاتهم الغذائية، خاصة من المناطق المجاورة مثل الطائف والسراة.
تُعرف مكة المكرمة، دلالةً على علو مكانتها وشرف مسماها، بعدة أسماء. من بينها الأسماء التي وردت في القرآن الكريم مثل "مكة" و"بكة" و"البلد الأمين". وتعتبر "أم القرى" من أشهر أسمائها، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل "أم رحم" و"الحاطمة"، حيث تشير الأخيرة إلى قدرتها على تحطيم من يستصغرها. هناك أيضًا اسم "البيت العتيق"، الذي يعود إلى عتقه من الجبابرة، و"الرأس" التي تعكس مكانتها كالعنصر الأهم، و"الحرم الأمين"، و"القرية"، و"الوادي"، و"البلدة"، و"معاد"، و"صلاح"، و"العرش"، و"القادس" الذي يعني أنها تُطهِّر من الذنوب، و"المقدسة"، و"الناسة" و"الباسة"، مما يشير إلى قدرتها على تحطيم الملحدين.
تُروى بعض القصص حول سبب تسمية مكة بهذا الاسم، حيث يُقال إن الاسم جاء نتيجة لندرة الماء فيها، كما يُفهم من قول العرب "امتك الفصيل ما في ضرع أمه"، أي امتصه بشدة. وهناك من يقول إنها سُمّيت كذلك لأنها تمكُّ الذنوب، أو لأنها تُهلك الظالمين. كما يُعتقد أن اسم "بكة" يعود إلى تلاقي الأقدام فيها، أو لأنها "تدق" عنق الفجار وتُهلك الجبابرة. في اللغة العربية، يُعتبر "مكة" و"بكة" مترادفين، حيث تُستبدل الميم بالباء، كما في "ضربة لازم" و"ضربة لازب".
وتشير بعض الروايات إلى أن "بكة" تُستخدم للإشارة إلى موضع الكعبة، بينما "مكة" تشير إلى الحرم بأكمله. كما يُقال إن "بكة" هي الكعبة والمسجد، بينما "مكة" تتعلق بالمنطقة المعروفة باسم "الطوي"، الذي هو البئر المحفورة بالحجارة في أعلى مكة. وفي هذا السياق، يُقال:
إِنَّ الطَّوِيَّ إِذَا ذَكَرْتُمْ مَاءَهَا
صَوْبُ السَّحَابِ عُذُوبَةً وَصَفَاءَ
يُقال إن العمالقة عندما استقروا في مكة أطلقوا عليها اسم "بكا" أو "بكَّة"، وهي كلمة بابليّة تعني "البيت". وقد أطلق الله - سبحانه وتعالى - عليها اسم "أم القرى" كما ورد في قوله: ﴿ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الأنعام: 92]. كما أطلق عليها أيضًا لقب "البلد الأمين" في قوله: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ [التين: 1 - 3]. وفي سياق آخر، يقول الله - عز وجل -: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1 - 2]. كما ذكر - سبحانه - في قوله: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29]، وأيضًا: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97].
وعلى لسان نبي الله إبراهيم - عليه السلام - جاء قوله: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]. كما دعا أيضًا في قوله: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم: 37]. ومن المحتمل أن اسم "مكة" كان يُعرف باسم "مكرب" بمعنى "المقدس"، ثم تطور الاسم ليصبح "مكة".
عندما دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكة فاتحًا، كان يردد قول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 1 - 2]. كانت مهمته تطهير الكعبة من الأصنام والأوثان، حيث تسابق المسلمون لإزالتها وتحطيمها. اقترب النبي - صلى الله عليه وسلم - من صنم بجانب الكعبة، وأخذ يطعن في عينه مرددًا الآية: ﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].
بعد أن أدى صلاة في الكعبة، خطب في قريش التي كانت تتجمع في المسجد بترقب، تنتظر ما سيفعله النبي الكريم. قال: "لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده... ألا كل مآثر أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج". ثم سألهم: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" فأجابوا: خيرًا، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم. فرد عليهم قائلاً: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ﴾ [يوسف: 92]، اذهبوا فأنتم الطلقاء".
في العهد النبوي وعصر الخلفاء الراشدين، لم يكن للمسجد الحرام جدران خلال فترة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (51 ق هـ - 11 هـ/ 571 - 632 م)، حيث كانت البيوت والأزقة تحيط به من جميع الجهات كما تحيط المعصم. وعندما تولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة (13 - 23 هـ/ 634 - 644 م)، قام بأول توسعة للمسجد في السنة 17 هـ/ 638 م، حيث بنى حوله سورًا كان أقل ارتفاعًا من القامة.
وفي زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (23 - 35 هـ/ 644 - 656 م)، تمت التوسعة الثانية في السنة 26 هـ/ 647 م، حيث أضاف عثمان أروقة إلى المسجد، ليكون بذلك أول من اتخذ أروقة للمسجد الحرام.
لقد حظى المسجد الحرام والمسجد النبوي باهتمام ورعاية كبيرة خلال العصور الإسلامية المختلفة، بما في ذلك العصور العباسية والمملوكية والعثمانية، وهي الرعاية التي استمرت أيضًا في العهد السعودي. منذ عام 1356 هـ/1936 م، شهد المسجد الحرام عناية استثنائية وصلت ذروتها في عام 1406 هـ/1986 م، حيث تم تنفيذ مشروع ضخم لتوسيع الحرمين الشريفين.
تجلى هذا الاهتمام في زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد، حيث أصبح يستوعب أكثر من ستمائة ألف مصلٍ، بعد أن كانت مساحته 29 ألف متر مربع، ليصل الآن إلى 165 ألف متر مربع. كما تم إزالة المباني القديمة المحيطة بالحرم لتوسيع المسعى، مع إضافة دور علوي وسقف جديد، وتشييد مآذن وأبواب رئيسة.
نتيجة لتزايد عدد الحجاج، الذي تجاوز ثلاثة ملايين، قامت المملكة بتطوير مشاعر الحج وتوفير كافة التسهيلات اللازمة، بما في ذلك تحسين شبكات المياه والإضاءة، وإنشاء دورات مياه وشبكة طرق ضخمة لتخفيف الازدحام خلال موسم الحج.
أما بالنسبة للمنبر في المسجد الحرام، فلم يكن موجودًا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو الخلفاء الراشدين، حيث كان الخطباء يقفون على الأرض. في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، أُدخل المنبر لأول مرة في المسجد. ومنذ ذلك الحين، تنافس الخلفاء والسلاطين عبر العصور على العناية بالمسجد الحرام والكعبة، بما في ذلك تحديث المنبر.
في الختام، يعتبر تاريخ مكة المكرمة تجسيداً للعمق الروحي والثقافي الذي تحمله هذه المدينة المقدسة. لقد مرت مكة بتجارب تاريخية غنية، منذ كونها مركزًا تجاريًا في العصور الجاهلية، وصولًا إلى كونها اليوم قبلة المسلمين من جميع أنحاء العالم. إن تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً يعكس القدرة على التكيف والنمو، حيث تمزج بين الأصالة والحداثة في كل جانب من جوانب الحياة. إن الحفاظ على التراث الثقافي والديني لمكة يُعد مسؤولية جماعية، تساهم في تعزيز الهوية الإسلامية وتعميق الروابط بين المسلمين. تظل مكة المكرمة، بفضل تاريخها العريق، رمزًا للوحدة والإيمان، وتجذب الأنظار نحو مستقبل مشرق يتطلع إلى تعزيز القيم الإنسانية والدينية.