كتاب البخلاء للجاحظ هو كتاب يصوّر أحوال فئة من الناس اتخذت لنفسها منهجا معيّنا في التفكير والتصرّف والسلوك، وباتت مقتنعة به اقتناعًا كاملاً، تبدّدت في ظله كل الأشياء الأخرى، فإذا البخل هو واقعهم ومفهومهم وحياتهم التي يسيرون عليها، محاولين إسدال ستار من العلم عليه، علّهم في ذلك يقنعون الناس إيهامًا بأنهم أصحاب فكر ومنطق، ورجال تدبير، وذو واقتصاد وتوفير.
افتتح الجاحظ كتاب البخلاء بمقدمة ضمنها دراسة لنفسية البخلاء، وبعدها نجد رسالة سهل ابن هارون في البخل، ثم يبدأ بقصة أهل خراسان، ولاسيما أهل مرو، ثم قصة أهل البصرة وققص أخرى لأشخاص مثل زبيدة بنت حميد الصوفي، ليلى الناعطية وغيرهم الكثير.
كتاب البدء ومرافئ العودة بدأ في رحلة سفر جادتها شعر، ومطيتها مشاعر، وفارسها شاعر، إلى أين أخذه المسرى وهو يدلج السير بحثاً عن أشياء تعتمل في رأسه تؤرقه حيناً وتثيره حيناً وتزجره ثالثة، وربما أيضاً تخادعه أو تخاتله.
يضم كتاب البدائع والطرائف مجموعة من المقالات الأدبية ذات البعد الفلسفي والصوفي التي تتحرى مواطن الجمال سواء في الفكرة أو في الكلمة التي تعبر عنها، فيحلل النفس الإنسانية إلى عناصرها الذاتية، ويتخذ من كلماته مرشدًا لتلك النفس التي يدعوها إلى عدم الأخذ بظواهر الأمور دون الاستناد إلى جوهرها.