يُعد المسجد النبوي من أعظم المساجد في الإسلام، فهو ثاني الحرمين الشريفين، ومكان تُضاعف فيه الحسنات وتستجاب فيه الدعوات. ولأن لهذا المسجد مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فقد وردت ادعيه دخول المسجد النبوي التي يستحب للمسلم قولها عند الدخول، اقتداءً بسنة النبي ﷺ. إن الالتزام بـ ادعيه دخول المسجد النبوي يعكس حرص المسلم على اتباع هدي النبي ﷺ والتأدب بآداب زيارة هذا المكان المقدس. ومن السنة أن يبدأ الداخل إلى المسجد بالدعاء، فقد وردت عدة ادعيه دخول المسجد النبوي التي يستحب ترديدها طلبًا للرحمة والمغفرة. كما أن التوجه إلى الله عند دخول المسجد يعين المسلم على تحقيق الخشوع في الصلاة، لذلك يجب على كل زائر أن يحرص على قول ادعيه دخول المسجد النبوي بخشوع واستحضار لعظمة المكان.
1. آداب دخول المسجد النبوي
إن دخول المسجد النبوي ليس كغيره من الأماكن، فهو أحد أشرف بقاع الأرض، ويجب على المسلم أن يلتزم بآداب خاصة عند دخوله، تعظيمًا لهذا المكان المبارك واتباعًا لسنة النبي ﷺ. ومن أهم هذه الآداب ما يلي:
1. الطهارة والاستعداد للصلاة
قبل دخول المسجد النبوي، يُستحب أن يكون المسلم على طهارة، فقد قال النبي ﷺ: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور" (رواه مسلم). ويُفضَّل أن يتوضأ الزائر قبل دخوله المسجد، حتى يكون مستعدًا للصلاة فور دخوله.
2. الدخول بالرِّجل اليمنى مع ذكر الدعاء
من السنة أن يدخل المسلم المسجد برجله اليمنى ويقول أحد ادعيه دخول المسجد النبوي، ومنها:
"اللهم افتح لي أبواب رحمتك" (رواه مسلم).
أو أن يزيد في الدعاء فيقول:
"بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واغفر لي ذنوبي".
وهذه الادعيه تعبر عن تواضع العبد أمام ربه، وطلبه للرحمة والمغفرة في هذا المكان الطاهر.
3. تجنب رفع الصوت والانشغال بالدنيا
يجب على الداخل إلى المسجد النبوي أن يتحلى بالسكينة والوقار، وألا يرفع صوته، لأن المساجد أماكن للعبادة وليست للجدال أو الحديث بصوت مرتفع. قال النبي ﷺ: "إياكم وهيشات الأسواق" (رواه مسلم)، أي تجنبوا الفوضى والضوضاء في المساجد.
4. أداء ركعتين تحية المسجد
عند دخول المسجد النبوي، يُستحب أداء ركعتين تحية المسجد، كما قال النبي ﷺ:
"إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" (متفق عليه).
وإذا تمكن الزائر من الصلاة في الروضة الشريفة، فهذا فضل عظيم، لأنها من رياض الجنة، كما قال النبي ﷺ:
"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" (متفق عليه).
5. التوجه إلى الروضة الشريفة وزيارة قبر النبي ﷺ
من آداب دخول المسجد النبوي أن يزور المسلم قبر النبي ﷺ وصاحبيه، أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويسلم عليهم بأدب وخشوع، قائلًا:
"السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر".
ويجب أن تكون الزيارة بنية السلام والدعاء، دون مغالاة أو طلب الحاجات من النبي ﷺ، لأن الدعاء لا يكون إلا لله وحده.
6. اختيار مكان مناسب للصلاة والذكر
يُستحب أن يختار الزائر مكانًا مناسبًا للجلوس والصلاة في المسجد النبوي، بعيدًا عن أماكن المرور، حتى لا يعيق الآخرين. كما يمكنه استغلال وجوده في المسجد بالإكثار من الذكر، وقراءة القرآن، والتسبيح، والاستغفار.
7. الالتزام بالحشمة والملابس اللائقة
يجب أن يحرص الرجال والنساء على ارتداء ملابس محتشمة ومناسبة لدخول المسجد النبوي، احترامًا لحرمته وقدسيته.
8. اجتناب التصوير والانشغال بالهواتف
من الأخطاء الشائعة في المسجد النبوي، الانشغال بالتصوير أو استخدام الهاتف في أمور غير ضرورية. ومن الأفضل للزائر أن يغتنم وجوده في المسجد بالعبادة والتدبر، بدلًا من الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي.
2. الادعيه الواردة عند دخول المسجد النبوي
من أهم الآداب التي يجب أن يلتزم بها المسلم عند دخول المسجد النبوي هي ترديد ادعيه دخول المسجد النبوي. هذه الادعيه ليست فقط كلمات تقال، بل هي تعبير عن التوجه إلى الله تعالى بطلب الرحمة والمغفرة، وطلب القبول في هذا المكان المبارك. وقد وردت عدة ادعيه دخول المسجد النبوي في السنة النبوية الشريفة، أبرزها:
1. الدعاء العام لدخول أي مسجد
يُستحب عند دخول أي مسجد، ومن بينها المسجد النبوي، أن يقول المسلم:
"اللهم افتح لي أبواب رحمتك" (رواه مسلم).
هذا الدعاء يفتح بابًا للرحمة الإلهية عند دخول المسجد، ويُظهر تواضع العبد أمام الله في طلبه للعون والمغفرة.
2. الدعاء الخاص للمسجد النبوي
عند دخول المسجد النبوي، يمكن للمسلم أن يزيد في الدعاء ويقول:
"بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واغفر لي ذنوبي".
وفي هذا الدعاء إضافة للصلاة والسلام على النبي ﷺ، مما يعكس حب المسلم للنبي واتباع سنته.
3. الدعاء عند دخول الروضة الشريفة
الروضة الشريفة هي جزء من المسجد النبوي وهي بين منبر النبي ﷺ وقبره، وهي من أعظم الأماكن في المسجد. ينصح الزائر عند دخوله الروضة بالتوجه إلى الله بالدعاء والذكر، فقد ثبت عن النبي ﷺ في حديثه:
"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" (متفق عليه).
هذه الروضة تعد مكانًا مباركًا، ويستحب للمسلم أن يستغل هذه الفرصة في الدعاء، سواء كان ذلك بطلب الدنيا أو الآخرة.
4. الدعاء المستمر بعد الصلاة
بعد أداء الصلاة في المسجد النبوي، يُستحب أن يدعو المسلم بالخير له ولأهله ولعامة المسلمين، فقد ورد في الحديث الشريف:
"من صلَّى في مسجدي هذا أربعين صلاةً لا تُفوتُه صلاةٌ، كتب الله له براءةً من النار، وبراءةً من العذاب، وبراءةً من النفاق" (رواه الترمذي).
ويُستحب بعد الصلاة أن يكثر المسلم من الاستغفار والدعاء بما شاء، وخاصة الدعاء بالثبات على الطريق المستقيم.
5. الدعاء عند الخروج من المسجد
من السنة أن يقول المسلم عند الخروج من المسجد:
"اللهم إني أسالك من فضلك".
هذا الدعاء يعكس الطلب المستمر لفضل الله ورحمته، وتذكير دائم بالرجوع إليه في كل وقت وحين.
إن الدعاء عند دخول المسجد النبوي ليس مجرد كلمات تقال، بل هو باب من أبواب التقرب إلى الله تعالى، ووسيلة للمغفرة والرحمة. فمن خلال ادعيه دخول المسجد النبوي، يعبّر المسلم عن استعداده للتوبة والعبادة في هذا المكان المبارك، ويتمنى أن يكون له نصيب من البركة التي ينالها كل من زار هذا الحرم النبوي الشريف.
في الختام فإن زيارة المسجد النبوي من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، فهي فرصة للتقرب إليه واستشعار روحانية هذا المكان المبارك. وكما أن لهذه الزيارة فضلًا عظيمًا، فإن الالتزام بـ ادعيه دخول المسجد النبوي يمنح الزائر بركة الدخول والخشوع في العبادة. لذا ينبغي للمسلم أن يحرص على ترديد ادعيه دخول المسجد النبوي بخشوع وتدبر، لينال الأجر المترتب عليها. فالمداومة على ادعيه دخول المسجد النبوي تعكس حرص المسلم على اتباع السنة وتوقير هذا المكان الطاهر. وختامًا، لا ينبغي أن يغفل الزائر عن فضل هذا المسجد، وأن يجعل من ادعيه دخول المسجد النبوي عادة ثابتة في كل مرة تطأ فيها قدماه هذا الحرم النبوي الشريف.