حياكم الله
بحث
ِArabic
كافة التصنيفات
    القائمة Close
    العودة للكل

    أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية

     أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية

    أدب الاطفال يعد من أهم الفنون الأدبية التي تلعب دورًا حيويًا في تشكيل شخصية الاطفال وتوجهاتهم المستقبلية، إن أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية يتجاوز مجرد تقديم القصص الممتعة، حيث يساهم في بناء القيم والمبادئ الأساسية التي يحتاجها الطفل في حياته. من خلال القصص والشخصيات التي يتفاعل معها، يتعلم الاطفال عن العواطف، والتعاطف، والمرونة، مما يعزز من فهمهم للعالم من حولهم. 

    أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية

    أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية يساعد الاطفال في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. القصص التي تحتوي على تحديات وصراعات تمثل فرصًا للأطفال للتفكير في كيفية التعامل مع المواقف المختلفة. وعندما يقرأ الاطفال عن شخصيات تتجاوز الصعوبات، يشعرون بالتحفيز لتطبيق تلك الدروس في حياتهم اليومية. 

    بالإضافة إلى ذلك، فإن أدب الاطفال وتأثيره في تكوين الشخصية يعزز من خيال الاطفال وإبداعهم، مما يمكنهم من التعبير عن أنفسهم بطرق جديدة ومبتكرة. من خلال الانغماس في عوالم خيالية، يتعلم الاطفال كيف يحلمون ويبتكرون، مما يؤثر بشكل إيجابي على تطور شخصياتهم.

    في النهاية، يمكن القول إن أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية  هو أداة قوية في يد الكتاب والمعلمين. إن فهم هذا التأثير يمكن أن يساعد في توجيه جهودنا نحو إنشاء محتوى أدبي يعكس احتياجات الاطفال ويعزز من نموهم الشخصي والاجتماعي.

     أدب الاطفال

    اتفقت كاتبتان متخصصتان في أدب الاطفال على مدى أهمية الكتابة للأطفال ودورها الحيوي في تشكيل شخصياتهم وتعزيز حبهم للقراءة، مما يسهم في تطوير مهاراتهم اللغوية والفكرية والإبداعية. وأكدتا أن هذا المجال يمثل تحديًا كبيرًا ويحتاج إلى كتّاب متمكنين ومبدعين، قادرين على فهم رؤى الاطفال والاستماع إلى أصواتهم الداخلية.

    جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "استكشاف قوة أدب الاطفال والمراهقين" التي أُقيمت في الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب. وتحدثت في هذه الجلسة الكاتبة الإماراتية أميرة بوكدرة والكاتبة البريطانية ميرنا بينت.

    وأشارت أميرة بوكدرة إلى أن قراء اليوم من الكبار كانوا أطفالاً مغرمين بالقراءة، وقد تشكلت محبتهم للكتاب من خلال الكتب التي أثارت انتباههم وأثرت في مشاعرهم وخيالهم. وأضافت أن كل ما يقرأه الطفل في صغره يسهم في تشكيل قيمه ومواقفه، حيث أظهرت الأبحاث العلمية أن تأثير القراءة يبدأ حتى قبل الولادة، إذ أن الكلمات التي يسمعها الجنين تُغني مخزونه اللغوي وتساعد في تطوير قدراته السمعية والمعرفية.

    وفيما يتعلق بالأدوات التي يحتاجها كاتب أدب الطفل، أكدت بوكدرة أنه لكي ينجح الكاتب في التواصل مع الطفل، يجب عليه استحضار ذكرياته من طفولته واسترجاع مشاعره وأحاسيسه، بما في ذلك تساؤلاته ومخاوفه وأحلامه. يتعين على الكاتب أن يكون قادرًا على النزول إلى مستوى الطفل والتفاعل معه بفعالية، ليصبح صديقًا له يستطيع إثارة اهتمامه وتحفيز خياله. كما أن الاستماع إلى الطفل الذي يعيش في أعماقه وتلبية شغفه وتطلعاته يعد أمرًا أساسيًا.

    من جانبها، أشادت الكاتبة البريطانية ميرنا بينيت بالتنوع العائلي الذي يظهر في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث يتواجد الأجداد والآباء والأمهات والأحفاد معًا، يتشاركون حب القراءة والمعرفة. وأوضحت أن هذا المشهد يعكس إنجازًا كبيرًا للشارقة في بناء مجتمع قارئ ومثقف ومبدع.

    وفيما يتعلق بتجربتها في الكتابة للأطفال، قالت بينيت: "أكتب للأطفال واليافعين، وأسعى لتقديم كتب تتناسب مع اهتماماتهم ومستوياتهم وقدراتهم. أستلهم من تجربتي الشخصية مع أطفالي، الذين كانوا أول قراء لكتبي وأول نقاد لأعمالي."

    وأضافت أن الكتابة للأطفال تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تتطلب من الكاتب الانغماس في عالم الطفل وفهم احتياجاته وتوقعاته ورغباته. وأشارت إلى أنه ليس كافيًا أن يسأل الكاتب الطفل عن نوع القصص التي يحب أن يقرأها، بل يجب أن يكون مرافقًا له في رحلته القرائية، يلاحظ ردود فعله وتعبيراته وانطباعاته عندما يستمتع بالقصة. 

    وأوضحت أنه من الضروري أن ينظر الكاتب في عيون الاطفال ويقرأ ما يشعرون به من فرح أو حزن أو تعجب. هذا الفهم العميق لمشاعر الاطفال هو السر وراء قدرة أدب الطفل على لمس قلوبهم وتنمية عقولهم، مما يجعل القصة تجربة غنية وملهمة.

    تواجه الكتابة للأطفال تحديات ومسؤوليات متعددة تتطلب فهمًا عميقًا لعالم الطفل. إليك بعض الرؤى الإضافية حول هذا الجانب المهم من أدب الاطفال:

    1. التعاطف والاتصال: يجب على الكتاب تنمية مهارات التعاطف، مما يسمح لهم بالاتصال بالجانب العاطفي لدى الاطفال. يتضمن ذلك التعرف على مخاوفهم وأفراحهم وفضولهم، وتجسيد هذه المشاعر في سرد القصص.

    2. اللغة والأسلوب: يجب أن تكون اللغة المستخدمة في أدب الاطفال ملائمة للعمر وجذابة. يحتاج الكتاب إلى تحقيق توازن بين البساطة والإبداع، لضمان أن النص سهل الفهم ولكنه غني بما يكفي لتحفيز خيال الطفل.

    3. السرد التفاعلي: يمكن أن تعزز العناصر التي تدعو إلى التفاعل بشكل كبير من تجربة القراءة لدى الاطفال. قد تشمل هذه الأسئلة أو المحفزات أو الفرص لمشاركة الطفل في القصة، مما يجعل عملية القراءة أكثر ديناميكية وجاذبية.

    4. وجهات نظر متنوعة: من المهم مراعاة الخلفيات والخبرات المتنوعة للأطفال. يجب على الكتاب السعي لتضمين وجهات نظر ثقافية واجتماعية مختلفة، مما يتيح لجميع الاطفال رؤية أنفسهم في القصص التي يقرؤونها.

    5. تشجيع التفكير النقدي: الأدب الجيد للأطفال يشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات. من خلال تقديم تحديات وقضايا أخلاقية قابلة للتعليق، يمكن للكتاب مساعدة الاطفال على تطوير مهاراتهم في التفكير وفهم عواقب أفعالهم.

    6. تعزيز الخيال: القصص التي تتحدى حدود الواقع وتقدم عناصر خيالية يمكن أن تلهم الإبداع لدى القراء الصغار. هذه اللعبة التخيلية ضرورية للتطور المعرفي ويمكن أن تؤدي إلى التفكير الابتكاري في المستقبل.

    7. دور الرسوم التوضيحية: تلعب الرسوم التوضيحية في كتب الاطفال دورًا حيويًا في السرد. فهي لا تكمل النص فحسب، بل تساعد أيضًا في نقل العواطف وتعزيز الفهم، خاصةً بالنسبة للقراء الأصغر سنًا الذين قد يعتمدون أكثر على الصور من الكلمات.

    من خلال مراعاة هذه العناصر، يمكن للكتّاب خلق قصص مؤثرة مع الاطفال، مما يعزز حبهم للقراءة ويدعم تطورهم الشامل.

    في الختام، يتضح أن أدب الاطفال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل شخصية الاطفال وتوجيه تطورهم العاطفي والاجتماعي، كما إن أدب الاطفال و تأثيره في تكوين الشخصية لا يقتصر على تقديم التسلية فحسب، بل يمتد ليكون وسيلة فعالة لبناء القيم والمبادئ الأساسية التي تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم. من خلال القصص التي يقرؤونها، يتعلم الاطفال كيفية التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، مما يعزز من قدراتهم الاجتماعية.

    التعليقات
    اترك تعليقاَ اغلاق