يعد كتاب أحكام قراءة القرآن الكريم" من الكتب البديعة المحررة، وهو وسط بين التطويل الممل والاختصار المخل، أجاد مصنفه فيه، ورتبه ترتيباً حسناً يندر وجود نظيره في الكتب المعاصرة، فقد ابتدأه بمبادئ الركن الأول من أركان الترتيل وهو: تجويد الحروف، فذكر مخارج الحروف، وصفاتها اللازمة، ثم ذكر المباحث المتعلقة بالحروف من حيث التركيب، وتشمل مباحث: المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين، والصفات العارضة وهي: التفخيم والترقيق، والقصر والمد، والإظهار والإدغام والقلب والإخفاء.
الكتاب اختصره ابن كثير من كتاب ((علوم الحديث)) لابن الصلاح وسماه ((اختصار علوم الحديث)) أو ((الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث))، وهذا الاسم الأخير ((الباعث الحثيث)) [قديم] ذكره صديق حسن خان وسمّى به كتاب ابن كثير (وصديق حسن خان توفي قبل مولد أحمد شاكر رحمهما الله)، وأول من طبع كتاب ابن كثير هو الشيخ عبد الرزاق حمزة - رحمه الله - وطبع عليه ذلك الاسم ((الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث).