نقل المؤلف القرآن كاملاً بإطاره من مصحف الحفاظ المتعارف عليه، فوضع نصّ القرآن المذكور للصحيفة اليمنى في أعلاها الأيسر، وللصحيفة اليسرى في أعلاها الأيمن، وجعل النص القرآني المنقول ضمن الإعراب بحرف ملوّن، بالخط الإملائي ليعين على قراءة الرسم القرآني لغير المتمرسين بذلك ومقطعاً حسب الإعراب محاولاً البدء في إعراب كل آية من أول السطر، وكذلك في الجمل واضعاً بعد ذلك إعراب الجمل في كل آية عقب الانتهاء من إعراب المفردات.
إعراب القرآن الكريم علمٌ له أصوله وقواعده، ولا يُقدم عليه إلا من امتلك الأدوات التي تمكنه من الإعراب الصحيح الذي يفيد منه طلاب العلم والمعرفة؛ لذلك على الناظر في كتاب الله الكاشف عن أسراره النظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلها؛ ككونها مبتدأ أو خبرًا، أو فاعلة أو مفعولة، أو في مبادئ الكلام، أو في جواب، إلى غير ذلك من تعريف أو تنكير، أو جمع قلة أو كثرة.
هذا الكتاب قضى مصنفه في تحبيره سنين طويلة من عمره ليخرج بهذه الحلة العلمية القشيبة، ومن تصفحه أدرك سعة علم الأستاذ "محي الدين الدرويش"، كما أدرك مبلغ العناء الذي كابده في وضع هذا الكتاب، والعناية التي بذلها في جميع مواده، وتنسيق مباحثه.
كتاب إعراب القراءات السبع وعللها من تأليف هو الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان، أبو عبد الله، ولم تذكر المصادر مكان وزمان مولد ابن خالويه، إلاّ أنهم ذكروا أنّه ورد بغداد سنة أربع عشرة وثلاثمائة، روى ابن مسعر التّنوخى فى تاريخ العلماء النحويين عنه: أنّه قال: «دخلت بغداد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بعد موت الزّجاج بسنتين» وقال الصّفدى: دخل بغداد وطلب العلم سنة أربع عشرة وثلاثمائة».
كتاب إعراب القراءات السبع وعللها من تأليف هو الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان، أبو عبد الله، وولد ابن خالويه فى بلاد فارس، وربما كانت همذان المدينة، أو إحدى القرى التابعة لها، اعتمادا على ما ورد فى نسبته إليها، وربما لا يكون مولده فيها، فيكون أصله منها، إلاّ أنّ المصادر تؤكّد قدومه إلى بغداد وذلك للتزود بالعلم سنة 314 هـ.