يؤكد لنا تاريخ المسرح في العالم أن هذا الفن العريق كان منذ نشأته مدرسة للشعوب، تطرح على خشبته أسمى الأفكار وأنبلها، وقضاياهم الملحة، وبغض النظر عن بعض الأعمال المسرحية العربية وغير العربية التي تغتصب خشبة المسرح لتعرض عليها أعمالاً بعيدة عن الفن وعن الفكر فإن الأعمال المسرحية الرئيسية التي صنعت تاريخ هذا الفن وشكلت أسسه كانت تناقش الشرف والعدل والفضيلة والواجب وغيرها من القيم النبيلة الفاضلة.
أنور الرفاعي والمؤلف لكتاب تاريخ الفن عند العرب والمسلمين وله العديد من المؤلفات الأخرى، ولد بدمشق وبعد الانتهاء من تعليمه وأصبح أستاذ جامعي انتقل إلى كندا وظل بها.
فهذا كتاب شعر المؤلف بضرورة تأليفه لتوضيح التربية الفنية التي ما زالت مبهمة حتى على بعض العاملين في نشرها، والمنتسبين إليها، فلا يزال هناك خلط بين مصطلحي الفن والتربية الفنية، فالفن هو ما نمارسه من أنشطة معروفة والتربية الفنية هي ممارسة غرس عادات جديدة، ومحاولة تغيير سلوك، وإكساب مهارات متعددة من خلال هذه الأنشطة وذلك بتقديمها بصورة معينة، ليس الهدف الأول منها الإنتاج الفني المكتمل فحسب بل الممارسة أيضًا، فللممارسة مردود تربوي حتى وإن لم تكن النتيجة عملاً فنيا نستحسنه لدرجة عرضه.