أصبحنا في عصرنا هذا نعيش في عالم الشاشات التي لا تفارق أيدينا، فبالرغم من أهميتها في كل جوانب الحياة لكنها بالنهاية عوالم افتراضية لها تأثير سلبي على عالمنا الواقعي ولا سيما على ابنائنا، فأصبح الكثير من الآباء يواجهون صعوبة في تربية الأبناء في زمن الشاشات، لأنها بمثابة عدو يجب محاربته حيث يسرق الوقت والعمر، بل ويجب استغلالها في خدمة الأهداف التربوية، فكيف يمكن أن يتم غرس القيم وتنمية المهارات بشكل يواكب العصر دون التأثر السلبي بالشاشات، هذا ما سنتعرف عليه سويًا عبر السطور التالية.
تحديات تربية الأبناء في زمن الشاشات
تعد التربية بشكل عام ليست أمرًا سهلًا ولا سيما في عالمنا هذا حيث أصبح من السهل الوصول إلى أي شيء، كلما كان الأمر سهلًا كلما يتضح في أعماقه أنه أكثر صعوبة، وبالتالي يجب أن يكون الآباء على إدراك وفهم عميق للتاثيرات السلبية للتكنولوجيا والشاشات، بل ومعرفة الطريقة الأمثل لاستخدام هذه السوائل لخدمة نمو الطفل وتطوره بدلًا من أن تكون عائقًا يهدده، فمن أهم التحديات التي يمكن أن يواجهها الآباء والأبناء:
- يقضي الأبناء ساعات طويلة أمام الشاشات الأمر الذي يتسبب في الإدمان وانخفاض النشاط البدني، مما يتسبب في تصميم نمط حياة خامل يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية مثل الانشغال الرقمي والسمنة والعديد من المشاكل الصحية المختلفة، حيث يقلل من الوقت المحدد للعب والحركة والأنشطة والتفاعل مع الآخرين.
- التأثير السلبي على النوم بسبب الضوء الأزرق الذي ينبثق من تلك الأجهزة والذي بدوره يؤثر سلبًا على إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يتسبب في الكثير من اضطرابات النوم والأرق، الأمر الذي بدوره يؤثر على وظائف الدماغ والسلوك المختلفة.
- التعرض لمحتوى غير مناسب سواء محتوى عنيف أو مضلل أو غير لائق، وبالتالي يؤثر هذا الأمر على قيم وأخلاق الأفراد وصحتهم النفسية.
- كما يمكن أن يتسبب في تأخر النمو اللغوي والاجتماعي، وذلك لأن الإفراط في وقت الشاشات له تأثير سلبي مباشر على مهارات التواصل الاجتماعي واللغوي، الأمر الذي بدوره يقلل من تفاعل الأطفال مع منّ حولهم حيث يصبحون أقل قدرة عن التعبير عن أنفسهم.
- مشاكل في التركيز والتحصيل الدراسي، لأنها تتسبب في التأثير السلبي على الانتباه.
- كما أنها تتسبب في تقلص التواصل العائلي مما يقلل من النقاشات العميقة والتوجيهات التربوية، الأمر الذي يخلق فجوة أسرية.
- الضغوط النفسية والاجتماعية التي يمكن التعرض لها بسبب التنميز الإلكتروني والاندماج الغير سوي في المجتمعات الرقمية وغيرها من العوامل المختلفة.
مميزات الشاشات والتكنولوجيا
بالرغم من التحديات والمشاكل الكثيرة التي يواجهها كل من الآباء والأبناء، ولكن لا يمكن إنكار حقيقة أن لها العديد من المزايا في حال تم استخدامها بشكل صحيح، وذلك من خلال:
- سهولة الوصول إلى المعلومات والمعرفة، حيث تقوم الشاشات بتوفير كم هائل من المعلومات والمحتوى التعليمي الذي يمكنه الاستفادة منه في تربية وتعليم الأطفال لتوسيع آفاقهم.
- المساعدة في تنمية مهاراتهم وذلك من خلال الألعاب التعليمية التي بدورها تساهم في تطوير المهارات المعرفية واللغوية والحركية.
- المساعدة في تحفيز الابتكار والإبداع وذلك من خلال الرسم الرقمي وإنشاء القصص وغيرها من المهارات المختلفة.
- تعزيز عمليات التواصل الاجتماعي من خلال تعلم الاطفال التواصل مع الأقران في الظروف التي لا تمكنهم من التواصل المباشر.
نصائح للآباء للتعامل مع الشاشات بفعالية
نقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الشاشات بفاعلية وتجنب السلبيات المحتملة لتلك الشاشات، وذلك لتتمكن من التعامل معها بواقعية ويمكنك ذلك من خلال النصائح التالية:
- يجب وضع حدود واضحة يتم من خلالها تقييد استخدام الشاشات وتحديد الأنشطة المسموح بها، من خلال وضع قواعد واضحة بالمنزل مثل عدم تخطي ساعة يوميًا للأطفال من سن سنتين إلى 5 سنوات أما الأطفال الأكبر سنًا يتم تقييد المحتوى والوقت حسب احتياجاتهم.
- كما يجب مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال والتأكد من أنه مناسب أعمارهم ومراحلهم التنموية وذلك لتجنب البرام السريعة والعنيفة والإعلانات المضللة.
- تنشيط المشاركة النشطة والتفاعل مع الأطفال سواء في اللعب أو في المناقشات المختلفة.
- الحرص على توفير بدائل مختلفة للترفيه مثل الأنشطة الفنية والقراءة واللعب وغيرها من وسائل الترفيه المختلفة.
- يجب أن يكون الآباء قدوة حسن للأبناء فلا يمكن أن تنصح الابن بعدم الجلوس ساعات طويلة على الشاشات وانت تقوم بعكس ذلك خاصةً أمامهم.
- يجب الحرص على تطوير الروتين اليومي باستمرار بحيث يتعود الطفل على متى يجب عليه استخدام الشاشات ومتى يتوقف عن ذلك.
- تعلم الأمان الرقمي من خلال توعيتهم بالمحتوى المضلل على الانترنت وتعليمهم كيفية التحقق من صحة المعلومات التي يحصلون عليها وكيفية التعامل مع مشاكل التنمر الإلكتروني.
أفضل كتب تساعد الآباء على تربية الأبناء في زمن الشاشات
نقدم لك في دار الزمان مجموعة مختارة من أفضل الكتب العربية التي توضح لك قواعد التربية وكيفية مواجهة التحديات المختلفة التي يمكن مواجهتها في كل مرحلة:
- لنتواصل جيداً مع من نحب: يناقش كتاب لنتواصل جيدًا مع من نحب طرق التواصل مع الأحباب، وذلك من خلال العديد من الطرق المختلفة والبسيطة، بالإضافة إلى أن المؤلف عبد الكريم بكار أهتم بتقديم كتابه بشكل سلس وبسيط حتى يسهل على القراء فهم كلماته.
- الطفل المسلم بين منافع التلفزيون ومضارة: يناقش كتاب الطفل المسلم بين منافع التلفزيون ومضارة العديد من الأبعاد الهامة، حيث أن الدكتور محمد عبد العليم مرسي يركز في كتابه على الطفل بعينه من خلال متابعة تربوية، حتى يدعم الآباء في تكوين شخصيات الأبناء من الناشئة حتى الكبر.
- تعليم الرسم للطفل: كتاب تعليم الرسم للطفل من تأليف ريم الحسيني، وهو من أكثر الكتب بساطة وسهولة لتعليم الطفل الرسم، لمساعدتك على تعليم طفلك مهارة ترفيهية مميزة بعيدة عن الشاشات مثل الرسم.
- الآباء والأمهات الجدد:كتاب الآباء والأمهات الجدد يساعد الوالدين في اختبار أفضل ما يناسبهما ويكسبهما الثقة والراحة، ويساعدهما في الانخراط بالرعاية الوالدية بصورة كاملة كشريكين.
- الآفاق التربوية من فن الإدارة المدرسية: كتاب الآفاق التربوية من فن الإدارة المدرسية من الكتب المتميزة في مجالها، وقد قام بتأليفها الأستاذة رشيد حويل الحربي، ونال الكتاب على شهرة كبيرة جدًا فور صدوره.
كانت هذه بعض النصائح والتحديات التي يواجهها الآباء عند تربية الأبناء في زمن الشاشات، كما وضحنا لك مجموعة من الكتب التي تساعدك على تجنب مثل هذه المشكلات.
اقرأ أيضًا: